كندا: أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، يوم الإثنين، استقالته رسميًا من رئاسة الحكومة والحزب الليبرالي الحاكم، منهياً بذلك فترة ولايته التي استمرت نحو عشر سنوات.
ترودو: “هذا البلد يحتاج إلى اختيار حقيقي”
في كلمة متلفزة من أوتاوا، قال ترودو:
“أعتزم تقديم استقالتي كرئيس للحزب الليبرالي وكرئيس للوزراء. طلبت من الحزب أن يبدأ عملية اختيار قيادة جديدة، لأن هذا البلد يحتاج إلى خيار حقيقي.”
وأوضح أن البرلمان الكندي يعاني من الشلل السياسي منذ عدة أشهر، مؤكدًا أنه لم يعد الشخص الأمثل لقيادة الحزب في المرحلة القادمة.
وأضاف:
“ناضلت دائمًا من أجل الكنديين ومن أجل مصلحة هذا الشعب، لكن رغم كل الجهود المبذولة، فإن الوضع السياسي في البرلمان ظل معقدًا ومتوقفًا منذ أشهر.”
وأكد ترودو أنه سيستمر في أداء مهامه كرئيس وزراء مؤقتًا حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي، ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع حتى 24 مارس المقبل، وهو الموعد الذي أعلنه لترتيب انتقال السلطة.
تراجع شعبيته أمام منافسه المحافظ
تأتي هذه الاستقالة بعد تراجع كبير في شعبية ترودو خلال الأشهر الأخيرة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنه يتخلف بفارق 20 نقطة عن منافسه المحافظ بيار بواليافر، ما زاد الضغوط السياسية على الحزب الليبرالي.
إنجازات ترودو خلال عقد من الحكم
وصل جاستن ترودو إلى السلطة عام 2015 بعد فوزه الساحق في الانتخابات، حيث قاد الحزب الليبرالي إلى ثلاثة انتصارات انتخابيةمتتالية، في أعوام 2015 و2019 و2021. وتميزت فترته بإصلاحات واسعة النطاق في مجالات:
- التعليم والبيئة.
- دعم حقوق الأقليات.
- سياسات الهجرة والانفتاح الثقافي.
معركة جديدة لليبراليين
تأتي استقالة ترودو في وقت حرج بالنسبة للحزب الليبرالي، الذي يواجه انقسامات داخلية وضغوطًا متزايدة من المعارضة المحافظة.
وقال ترودو:
“الانتخابات المقبلة ستكون حاسمة، ويجب أن نركز على معاركنا الداخلية ووحدة الحزب استعدادًا لها.”
ماذا بعد استقالة ترودو؟
من المتوقع أن يبدأ الحزب الليبرالي عملية اختيار زعيم جديد خلال الأسابيع المقبلة، في ظل سعي الحزب لاستعادة شعبيته والاستعداد للانتخابات الفيدرالية المقبلة.
هل سيكون الحزب الليبرالي قادرًا على إعادة ترتيب صفوفه بعد مغادرة ترودو؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير عن مستقبل السياسة الكندية.