بين الدبلوماسية والتهديدات العسكرية.. ما الهدف من لقاءات أردوغان مع قيادة إقليم كردستان؟

الرئيس التركي يستقبل رئيس الوزراء الكردي. الصورة من وسائل اعلام تركية.

أنقرة: شهدت العاصمة التركية أنقرة سلسلة لقاءات سياسية بارزة يوم الثلاثاء، حيث اجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع مباحثات أجراها نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماظ مع رئيس حزب حراك الجيل الجديدشاسوار عبد الواحد، في خطوة تعكس تصاعد التوترات حول ملف حزب العمال الكردستاني (PKK) شمال العراق وسوريا، بحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.

زيارة بارزاني لأنقرة.. رسائل سياسية واضحة

تأتي زيارة بارزاني الثانية لأنقرة خلال أقل من ثلاثة أشهر، بدعوة رسمية من أردوغان، في وقت تتزايد فيه التهديدات التركية بشن عملية عسكريةجديدة ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG) في شمال سوريا.

وفي لقاء جمع بين أردوغان وبارزاني بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، تم بحث سبل تعزيز التعاون الأمني بين تركيا وإقليم كردستان العراق، ومناقشة تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر الماضي.

كما تطرق الجانبان إلى مكافحة نشاط حزب العمال الكردستاني، وسط إشادة أنقرة بموقف أربيل المتعاون، في مقابل انتقادات لاذعة لموقف السليمانية وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، الذي تتهمه تركيا بدعم وجود PKK في الإقليم.

الخلاف التركي مع السليمانية

تتزايد التوترات بين أنقرة ومدينة السليمانية، حيث اتهمت تركيا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة بافل طالباني، بدعم نشاط العمال الكردستاني في المنطقة، مما دفع تركيا إلى فرض حظر جوي على مطار السليمانية منذ أبريل 2023، وتمديده مجددًا لمدة 6 أشهر إضافية في يناير 2024.

لقاء مع المعارضة الكردية في العراق

على صعيد متصل، استقبل نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماظ، رئيس حراك الجيل الجديد، شاسوار عبد الواحد، في مقر الوزارة بأنقرة. ويعد حزب عبد الواحد أحد أبرز أحزاب المعارضة في إقليم كردستان العراق، حيث حل في المرتبة الثالثة بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، بعد حصوله على 15 مقعدًا في البرلمان.

تصعيد عسكري محتمل ضد العمال الكردستاني

بالتزامن مع هذه اللقاءات، صعّد الرئيس أردوغان من حدة تصريحاته، مهددًا بشن عملية عسكرية خارج الحدود ضد المسلحين الأكراد، قائلاً:
“إذا لم يقم المسلحون بدفن أسلحتهم، فسندفنهم مع أسلحتهم.”

هذا التهديد يأتي وسط تنسيق أمني متزايد بين أنقرة وبغداد، بعد توقيع مذكرة تفاهم أمنية وعسكرية للتعاون في مكافحة الإرهاب، تستهدف بشكل أساسي تحييد عناصر PKK المنتشرة على الحدود العراقية التركية.

مباحثات برلمانية حول مستقبل أوجلان و PKK

تزامنت هذه التحركات مع طرح دولت بهشلي، زعيم حزب الحركة القومية وحليف أردوغان، مبادرة تطالب بدعوة عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، لإعلان حل الحزب والتخلي عن العمل المسلح مقابل مناقشة إمكانية تخفيف الحكم الصادر بحقه.

ورغم دعم أردوغان لهذه المبادرة، إلا أنه تجنب الإشارة مباشرةً إلى إمكانية الإفراج عن أوجلان، مع تأكيده على ضرورة وضع حل جذري للنزاع الكردي في تركيا.

ختامًا: تصعيد سياسي وأمني في الأفق

تعكس هذه اللقاءات والتحركات الأخيرة تصاعد التوتر بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، في وقت يبدو أن تركيا تسعى لحشد دعم إقليميللقضاء على نفوذ الحزب في كل من العراق وسوريا، مع تصعيد عسكري محتمل قد يحمل تداعيات إقليمية أوسع في المستقبل القريب.

المزيد من المواضيع