بجرعة مشروب طبي أنهى معاناته بسلام.. سويدية تروي اللحظات الأخيرة لزوجها الذي اختار الموت الرحيم في سويسرا

سويدية تروي تفاصيل إنهاء زوجها حياته في سويسرا بسبب المرض. aftonbladet

دال ميديا: بعد ست سنوات من معاناة زوجها مع مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، اتخذ هنريك قرارًا صعبًا بالسفر إلى سويسرا للخضوع لعملية الموت الرحيم بموافقة طبية، في خطوة تسلط الضوء على الجدل المستمر حول القتل الرحيم في السويد.

تشخيص قاتل وقصة معاناة

تم تشخيص هنريك بمرض ALS عام 2015، وهو مرض عصبي نادر يؤدي تدريجيًا إلى شلل كامل في عضلات الجسم حتى تتوقف تمامًا، دون وجود علاج حالي لهذا المرض. بعد ست سنوات، كان هنريك مقعدًا على كرسي متحرك ويعتمد بشكل شبه كامل على جهاز تنفس، وهو ما دفعه لاتخاذ القرار الصعب بإنهاء معاناته.

تقول زوجته آنا:
“كان هنريك شخصًا نشيطًا طوال حياته، وحين أصبح معتمدًا على الآخرين في كل شيء، بدأ يشعر أن الحياة لم تعد تستحق العيش.”

الرحلة إلى سويسرا: أمل في النهاية الهادئة

بعد محاولتين للجوء إلى الرعاية التلطيفية في السويد دون تحقيق راحة حقيقية، قرر هنريك السفر إلى سويسرا، الدولة الأوروبية الوحيدة التي تسمح للأجانب بالحصول على الموت الرحيم تحت شروط قانونية صارمة.

تصف آنا التجربة بأنها كانت مؤلمة نفسيًا ومكلفة ماديًا، حيث بلغت تكلفة السفر والعلاج ما يقارب 200 ألف كرونة سويدية، شملت تكاليف:

  • التصاريح الطبية اللازمة.
  • ترتيبات الطيران لذوي الاحتياجات الخاصة.
  • الإقامة في العيادة السويسرية.

وفي اليوم المحدد، شرب هنريك مشروبًا طبيًا بيده دون مساعدة من أي شخص، لتنتهي حياته بسلام، كما كانت رغبته.

“تجربة سلمية.. لكنها لم تكن سهلة”

تصف آنا اللحظات الأخيرة قائلة:
“كان كل شيء هادئًا وخاليًا من الألم. جلسنا بجانبه، أنا واثنين من أطفالنا، وشاهدناه يرحل بسلام.”

المطالبة بتغيير القوانين في السويد

بعد هذه التجربة الصعبة، تدعو آنا إلى تقنين الموت الرحيم في السويد، مؤكدة أن ذلك كان سيوفر لزوجها راحة نفسية طوال فترة مرضه، بدلاً من القلق من كيفية إنهاء حياته بطريقة إنسانية.

لكن الرابطة الطبية السويدية لها موقف معارض، حيث صرح كريستوفر ليندهولم، رئيس مجلس الأخلاقيات في الرابطة، قائلًا:
“مهمتنا كأطباء هي علاج وتخفيف الألم، وليس التسريع بإنهاء الحياة. هذا موقفنا الأخلاقي حاليًا، رغم أن هناك انقسامات داخل الوسط الطبي حول هذه القضية.”

جدل مستمر ومستقبل غامض

في ظل استمرار الجدل حول القتل الرحيم، يبدو أن السويد لا تزال بعيدة عن إقرار تشريعات تتيح هذا الخيار، بينما تستمر قصص المعاناة مثل قصة هنريك في إثارة التساؤلات حول حق الإنسان في اختيار إنهاء حياته بكرامة.

هل حان الوقت لإعادة النظر في القوانين؟

المصدر: svt

المزيد من المواضيع