دال ميديا: تتجه الأنظار حاليًا إلى التطورات الميدانية والسياسية في سوريا، حيث تشهد الساحة الإقليمية تحولات معقدة، خصوصًا في ظل التصعيد العسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم تركي، واستمرار الغموض حول مصير الأكراد بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
دعم أمريكي متزايد للأكراد يزعج أنقرة
بحسب ما نشره موقع “الزمان التركية” أفاد الصحفي التركي فهيم تاشتكين في مقال حديث أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سيتولى منصبه رسميًا في 20 يناير، بدأ بإدخال تغييرات في فريقه السياسي قد تزعج تركيا. وأشار إلى تعيين مورغان أورتاغوس، المعروف بمواقفه المؤيدة لحماية الأكراد، نائبًا للممثل الخاص في الشرق الأوسط، وهو ما يعكس ميلًا أمريكيًا لتعزيز الحماية الدولية للأكراد في سوريا.
وبحسب تاشتكين، يسعى الأكراد للحصول على دعم من إسرائيل للضغط على الكونغرس الأمريكي، بحجة أن أي انسحاب أمريكي محتمل لن يهدد فقط الأكراد، بل سيؤثر أيضًا على المصالح الاستراتيجية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
جهود أوروبية لاحتواء الأزمة
أشار التقرير إلى أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، وباروت، قاما بزيارة إلى دمشق بهدف دعم حل سياسي للأزمة الكردية. حيث شددت بيربوك على ضرورة وقف إطلاق النار في شمال سوريا، بينما طالب باروت بضمان أمني للأكراد، مؤكداً على أهمية إيجاد تسوية دبلوماسية.
كما أجرى باروت اتصالًا مع القائد العسكري لقوات قسد، مظلوم عبدي، لمناقشة الأوضاع الميدانية والسياسية في المنطقة.
تركيا في مأزق معقد
أوضح تاشتكين أن تركيا تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب تعارض خططها مع خطط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بخصوص الملف الكردي. حيث تسعى أنقرة لتحقيق مكاسب استراتيجية في شرق المتوسط عبر اتفاقيات بحرية، وفي الوقت ذاته تضغط أوروبا لإغلاق القواعد الروسية كشرط للشراكة الاستراتيجية.
وشدد تاشتكين على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه تحديًا مزدوجًا:
- داخليًا: الحفاظ على الاستقرار السياسي وتجنب تداعيات أي فشل في سوريا.
- دوليًا: مواجهة ضغوط أمريكية وأوروبية متزايدة لدعم الأكراد واحتواء النفوذ الروسي.
تناقض المصالح الإقليمية يزيد تعقيد الأزمة
أشار التقرير إلى أن المواقف الإقليمية متباينة، حيث ترى بعض الدول العربية أن سوريا تمثل قلب العروبة، ولا ينبغي لتركيا أو إيران بسط السيطرة عليها.
المشهد لا يزال غامضًا
تبقى الأوضاع في سوريا محاطة بالكثير من التعقيد، مع استمرار الصراع بين الأهداف التركية والضغوط الغربية والتهديدات المحتملة على الأرض. ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الأطراف الفاعلة على إيجاد توازن يمنع تصعيدًا أكبر في المنطقة.