بسبب اعتداءاته المتكررة على المعلمين: نقل طفل بعمر ست سنوات الى مدرسة أخرى!

العنف في المدارس السويدية. Foto: JESSICA GOW / TT

دال ميديا: شهدت إحدى مدارس غرب السويد حالة استثنائية عندما اضطر طفل يبلغ من العمر ست سنوات إلى تغيير مدرسته بعد تكرار اعتدائه على معلميه. الواقعة تُبرز تفاقم مشكلة العنف ضد المعلمين، حيث تشير الإحصائيات إلى أن التهديدات والعنف في البيئة التعليمية باتت تتزايد بشكل ملحوظ.

فصل دراسي مخصص لطفل واحد

في الخريف الماضي، وبعد سلسلة من الحوادث التي تضمنت اعتداء الطفل على معلميه عبر الضرب والخدش، لجأت المدرسة إلى إنشاء فصل دراسي خاص له في مكتب صغير. تم تكليف ستة معلمين بالإشراف عليه وفق جدول دوّار، واستخدام معدات خاصة لضمان سلامتهم.

رغم الجهود المبذولة، أكدت المدرسة عدم قدرتها على توفير بيئة آمنة للعمل والتعليم. وقال مندوب السلامة:
– “بينما نحرص على حق كل طفل في التعليم، فإن مسؤوليتنا الأساسية هي سلامة المعلمين وظروف عملهم.”

العنف ضد المعلمين في تزايد مستمر

قضية هذا الطفل ليست استثنائية، إذ تظهر الإحصائيات أن العنف ضد المعلمين في السويد يشهد ارتفاعًا مقلقًا. وفقًا لبيانات Arbetsmiljöverket، ارتفعت البلاغات عن حالات العنف بأكثر من 150% خلال العقد الأخير.

وأظهر استطلاع أجرته منظمة Sveriges Lärare في عام 2024 أن 41% من معلمي رياض الأطفال و37% من معلمي المرحلة الابتدائية قد تعرضوا للعنف من الطلاب.

تقول آنا أولسكوج، رئيسة منظمة Sveriges Lärare:
– “الأمر لا يتعلق فقط بانعدام الانضباط في المدارس، بل أيضًا بنقص الموارد اللازمة لدعم المعلمين. نحن بحاجة إلى إدراك جدي لحجم المشكلة وإرادة حقيقية لمعالجتها.”

تحركات حكومية لمواجهة الأزمة

ردًا على تزايد العنف، دعت وزيرة التعليم لوتا إدهولم إلى اجتماع طارئ ضم ممثلين عن النقابات التعليمية ومنظمات قادة المدارس. وخلال الاجتماع، أكد المشاركون على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المعلمين ووقف تصاعد العنف.

قالت إدهولم:
– “ما يحدث الآن في المدارس لا يمكن قبوله في أي بيئة عمل أخرى. علينا كمجتمع أن نتحرك معًا لتغيير هذا الواقع.”

وأعلنت الوزيرة أن الحكومة ستكلف هيئة التعليم السويدية بالتحقيق في الأسباب الكامنة وراء عدم الإبلاغ عن حالات العنف والصعوبات التي تواجه المدارس في التعامل مع هذه الوقائع.

أمل في التغيير

بينما تتزايد الأصوات المطالبة باتخاذ خطوات جدية لحماية المعلمين، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن هذه التدابير من كبح جماح الظاهرة المتفاقمة أم أن التحدي أكبر مما يتصور الجميع؟

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع