انهيار الأحزاب الصغيرة واستمرار صعود المعارضة.. هل اقترب سقوط تحالف تيدو؟

أحزاب اتفاقية تيدو. Foto: Jonas Ekströmer/ TT

دال ميديا: كشف استطلاع رأي حديث أجرته شركة نوفوس لصالح قناة TV4 عن استمرار الاضطرابات السياسية في السويد، حيث شهد تحالف تيودو الحاكم انخفاضًا في التأييد الشعبي، رغم المكاسب الطفيفة التي حققها كل من حزب المحافظين (M) وحزب ديمقراطيي السويد (SD). وفي الوقت ذاته، شهد الحزبان الصغيران الحزب المسيحي الديمقراطي (KD) والحزب الليبرالي (L) مزيدًا من التراجع، ما يزيد من الشكوك حول مستقبلهما السياسي.

الوضع الدولي المضطرب يؤثر على المشهد السياسي الداخلي

يأتي هذا الاستطلاع في ظل تصاعد التوترات الدولية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والهجينة التي تستهدف البنية التحتية السويدية، فضلًا عن التحولات السياسية في الولايات المتحدة مع تنصيب دونالد ترامب رئيسًا جديدًا، والذي أثار الجدل بتصريحاته حول تقليص الدعم لكييف وحلف الناتو، وحتى مطالباته السابقة بضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة.

الحزب الاشتراكي الديمقراطي يحافظ على الصدارة رغم التراجع

ورغم التحديات، لا يزال الحزب الاشتراكي الديمقراطي (S) يتصدر المشهد السياسي كأكبر حزب في البلاد، حيث حصل على 33.8% من تأييد الناخبين، رغم تراجعه بـ 0.8 نقطة مئوية مقارنة بالاستطلاع السابق.

أما حزب ديمقراطيي السويد (SD) فقد سجل زيادة قدرها 0.5 نقطة مئوية ليصل إلى 20.3%، متجاوزًا حزب المحافظين بفارق ضئيل للغاية بلغ 0.2 نقطة مئوية، حيث حصل المحافظون على 20.1%.

زيادة طفيفة للمحافظين بفضل سياسة تشديد قوانين المواطنة

رغم أن المحافظين لم يحققوا تقدمًا كبيرًا، إلا أن الحزب يواصل ارتفاعه للشهر الثالث على التوالي، وهو ما يرجعه المحللون إلى سياسة الحزب المتشددة الجديدة بشأن شروط الحصول على الجنسية السويدية، التي يبدو أنها جذبت المزيد من الناخبين من اليمين التقليدي، خاصة من قواعد حزبي المسيحي الديمقراطي والليبراليين، اللذين شهدا انخفاضًا كبيرًا في التأييد.

التحالف الحاكم يتراجع أمام المعارضة

أظهر الاستطلاع أن تحالف تيودو الحاكم (المحافظون، الديمقراطيون السويديون، المسيحيون الديمقراطيون، والليبراليون) تراجع بنسبة 0.8 نقطة مئوية، ليحصل على إجمالي 45.8% من أصوات الناخبين. في المقابل، ارتفعت شعبية المعارضة بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث ارتفع تأييدها إلى 52.6%.

الضغط يتزايد على الأحزاب الصغيرة مع اقتراب الانتخابات

مع اقتراب انتخابات 2026، يواجه الحزب الليبرالي (L) والحزب المسيحي الديمقراطي (KD) خطرًا حقيقيًا بعدم تجاوز عتبة الـ 4%المطلوبة لدخول البرلمان. فقد انخفض تأييد الليبراليين إلى 2.8%، فيما سجل المسيحي الديمقراطي أدنى مستوى له في هذه الدورة البرلمانية بـ 2.6%.

المخاوف الاقتصادية وتأثيرها على حزب المسيحيين الديمقراطيين

يواجه الحزب المسيحي الديمقراطي أزمة شعبية حادة، حيث يربط بعض المحللين تراجعه بتولي زعيمته إيبا بوش منصب وزيرة الطاقة، إذ يُنظر إليها على أنها المسؤولة عن ارتفاع فواتير الكهرباء، خاصة بعد الزيادات القياسية في الأسعار خلال فصل الشتاء. في محاولة للرد على الانتقادات، شنت بوش هجومًا على ألمانيا بسبب سياساتها في مجال الطاقة، إلا أن ذلك لم يترجم إلى مكاسب انتخابية.

الأمن القومي والجدل حول مستشار الأمن القومي

ورغم أن حزب المحافظين لم يتأثر حتى الآن بالجدل الدائر حول هنريك لانديرهولم، مستشار الأمن القومي ورجل الثقة لرئيس الوزراء أولف كريسترشون، إلا أن التحقيق الجاري من قبل جهاز الأمن السويدي (سابو) في تسريبات أمنية حساسة قد يؤدي إلى مزيد من الهزات السياسية في المستقبل.

نتائج استطلاع نوفوس – يناير 2025

🔹 الحزب الاشتراكي الديمقراطي (S): 33.8% (-0.8)
🔹 ديمقراطيي السويد (SD): 20.3% (+0.5)
🔹 حزب المحافظين (M): 20.1% (+0.3)
🔹 حزب اليسار (V): 7.7% (+0.7)
🔹 حزب البيئة (MP): 5.9% (+0.3)
🔹 حزب الوسط (C): 5.2% (+0.2)
🔹 الحزب الليبرالي (L): 2.8% (-0.6)
🔹 الحزب المسيحي الديمقراطي (KD): 2.6% (-1.0)
🔹 أحزاب أخرى: 1.6% (+0.2)

يبقى السؤال الأبرز: هل سينجح المحافظون في استعادة ثقة الناخبين وتثبيت أقدامهم في الحكومة، أم أن الرياح السياسية تسير في صالح المعارضة الاشتراكية الديمقراطية مع اقتراب الانتخابات المقبلة؟

المزيد من المواضيع