دال ميديا: في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، أعلن البنك المركزي السويدي (Riksbanken) عن تخفيض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 0.25 نقطة مئوية، ليصل إلى 2.25% في أول قرار له بشأن السياسة النقدية لعام 2025. تأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من التخفيضات التي بدأها البنك منذ عام 2024، حيث انخفضت الفائدة تدريجيًا من 4% إلى مستواها الحالي.
أكد البنك أن هذا القرار جاء في سياق تقييمه المستمر لضغوط التضخم، والتي يرى أنها أصبحت الآن متماشية مع هدف التضخم البالغ 2%. ووفقًا للبنك المركزي، فإن تقييم التوقعات الخاصة بأسعار الفائدة الذي تم تقديمه في ديسمبر الماضي لا يزال صالحًا إلى حد كبير، مما يعني أن مزيدًا من التخفيضات قد تحدث خلال النصف الأول من عام 2025، لكنه أبقى على خياراته مفتوحة دون تقديم التزامات محددة بشأن المستقبل.
الاقتصاديون منقسمون حول مستقبل أسعار الفائدة
علق الخبير الاقتصادي لقناة SVT، ألكسندر نورين، على القرار قائلًا:
“ما نأخذه من بيان البنك المركزي هو أنه يؤكد استمرار توقعاته السابقة، حيث أشار إلى أنه سيخفض الفائدة خلال النصف الأول من 2025، وها هو الآن ينفذ ذلك. لكن البنك كان واضحًا أيضًا بشأن حالة عدم اليقين في الأوضاع الاقتصادية، مما يعني أنه لا يستبعد أي خيارات مستقبلية.”
بالرغم من تخفيض الفائدة، يشير نورين إلى أن التوقعات بعودة الفائدة إلى مستويات صفرية أو حتى سلبية كما كان الحال في السنوات الماضية غير واردة في الوقت القريب.
هل الفائدة وصلت إلى المستوى “الطبيعي”؟
مع هذا التخفيض، يعتبر بعض المحللين أن الفائدة الحالية عند 2.25% أصبحت ضمن نطاق “طبيعي” لا يدفع الاقتصاد نحو الركود ولا يحفزه بشكل مفرط. ومع ذلك، لا يزال هناك خلاف بين الخبراء، حيث يعتقد بعض الاقتصاديين أن سعر الفائدة ينبغي أن ينخفض أكثر ليصل إلى 1.5%، بينما يرى آخرون أن المستوى الحالي مستقر ولن يحتاج إلى مزيد من التخفيضات في المستقبل القريب.
يظل موقف Riksbanken حذرًا، حيث أكد أن الوضع الاقتصادي العام هو الذي سيحدد ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من التعديلات في أسعار الفائدة لاحقًا. ومع حالة عدم اليقين في الأسواق المالية والتضخم، سيكون مسار السياسة النقدية السويدية خلال الأشهر القادمة محور اهتمام المراقبين والمستثمرين على حد سواء.