دال ميديا: يحتفل أكثر من مليار شخص في آسيا ببداية العام القمري الجديد وانطلاق عام الثعبان، حيث تغمر الأجواء الاحتفالية الشوارع والمدن من بكين إلى بانكوك في تقليد سنوي يجمع بين العادات القديمة والتكنولوجيا الحديثة.
تتنوع طقوس الاحتفال وفقًا لكل بلد، لكنها تتفق في هدفها الرئيسي: التجمع العائلي، وإحياء التراث، واستقبال الحظ الجيد. وتشهد الصين وكوريا الجنوبية وفيتنام وتايلاند وغيرها من الدول ازدحامًا كبيرًا مع عودة ملايين الأشخاص إلى مسقط رأسهم لقضاء العطلة مع عائلاتهم.
الصين تغرق في اللون الأحمر وسط موجة سفر غير مسبوقة
في الصين، بدأ المواطنون عطلتهم التي تمتد ثمانية أيام وسط أجواء صاخبة من الألعاب النارية والمفرقعات، التي يعتقد أنها تطرد الأرواح الشريرة. كما شهدت محطات القطارات والمطارات ازدحامًا غير مسبوق، حيث من المتوقع أن يتم تسجيل تسعة مليارات رحلة خلال موسم الاحتفالات، وفقًا لوسائل الإعلام الصينية.
وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” أشارت إلى أن حركة التنقل هذا العام قد تصل إلى مستويات قياسية، مع توقع وزارة النقل الصينية تسجيل 510 ملايين رحلة قطار و90 مليون رحلة طيران خلال الفترة الاحتفالية.
في بكين، ورغم انخفاض درجات الحرارة إلى 10 درجات تحت الصفر، خرج السكان إلى الحدائق والمعابد لتوديع عام التنين بالصلاة ومشاهدة الرقصات التقليدية، بينما امتلأت الأسواق والمنازل بالزينة الحمراء التي ترمز إلى السعادة والازدهار.
احتفالات تمتد من فيتنام إلى بانكوك وصولًا إلى الفضاء
في فيتنام، تجمع الناس لتقديم قرابين للأسلاف الراحلين، وهو تقليد قديم يرمز إلى الامتنان والاحترام، لكن ارتفاع الأسعار أجبر بعض العائلات على البحث عن بدائل أرخص.
أما في تايلاند، فقد احتشد الآلاف في معبد “وات مانغكون كامالاوات” في بانكوك، والذي يعد أبرز المعابد البوذية الصينية، حيث قام الزوار بتقديم الفواكه والبسكويت والمكسرات كقرابين.
وفي كوريا الجنوبية، تعطلت حركة القطارات والطائرات والحافلات بسبب تساقط الثلوج الكثيف، مما أثر على حركة السفر خلال العطلة. وتشير التقديرات إلى أن 2.14 مليون مسافر استخدموا مطار إنتشون الدولي، وهو أكبر مطارات سيول، خلال فترة العطلة.
أما في الفلبين وإندونيسيا، فقد امتلأت شوارع مانيلا وجاكرتا بالحشود التي خرجت لمشاهدة رقصات الأسد التقليدية، التي تعتبر رمزًا لجلب الحظ والرخاء.
العيد في العصر الرقمي: “المغلفات الحمراء” تتحول إلى تحويلات إلكترونية
يعد توزيع الأموال على الأطفال والأقارب غير المتزوجين من التقاليد الراسخة في احتفالات العام القمري الجديد، وعادة ما يتم وضعها في مغلفات حمراء كرمز للحظ السعيد. لكن مع التطور التكنولوجي، أصبحت هذه العادة أكثر عصرية، حيث يتم الآن تحويل الأموال إلكترونيًاعبر الهواتف الذكية، مما يعكس اندماج التكنولوجيا في التقاليد القديمة.
تحية من الفضاء: رواد محطة “تيانغونغ” يشاركون في الاحتفالات
لم تقتصر الاحتفالات على كوكب الأرض فحسب، بل امتدت إلى الفضاء أيضًا! حيث أرسل رواد الفضاء الصينيون كاي شوزهي وسونغ لينغ دونغ ووانغ هاوزي تحياتهم من محطة “تيانغونغ” المدارية.
في مقطع فيديو نشرته وكالة الفضاء الصينية، ظهر الرواد وهم يرتدون بزّات زرقاء مزينة بأنماط سحب حمراء تقليدية، ويحملون قطعًا من الورق المقصوص تصور الحرف الصيني “فو”، الذي يرمز إلى الحظ السعيد، مما يعكس مدى ارتباط الثقافة الصينية بجميع مناحي الحياة، حتى في الفضاء الخارجي.
الاحتفالات تستمر بروح الفرح والتفاؤل
مع استمرار الاحتفالات على مدار الأيام القادمة، يترقب سكان آسيا العام الجديد بأمل وحماس، متطلعين إلى الرخاء والصحة والسعادة، بينما تواصل المدن التألق بالزينة الحمراء والمهرجانات التقليدية التي تجعل من العام القمري الجديد أحد أبرز الأحداث الثقافية في العالم.