دال ميديا: شهدت العاصمة الألمانية، يوم الأحد، واحدة من أكبر موجات الاحتجاجات السياسية في البلاد، حيث احتشد أكثر من 160 ألف شخص في مختلف أنحاء المدينة، تعبيرًا عن رفضهم لتقارب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) مع حزب اليمين المتطرف “البديل من أجل ألمانيا” (AFD)، وذلك بعد محاولات مشتركة لتمرير قوانين لجوء أكثر صرامة.
تصاعد الغضب الشعبي ضد CDU
تجمع آلاف المتظاهرين أمام مقر حزب CDU في برلين، مرددين هتافات منددة بتحالفات الحزب الأخيرة، والتي اعتبروها تخليًا عن سياسة العزل التقليدية التي تبنتها الأحزاب الألمانية تجاه AFD منذ صعوده. كما رفع المحتجون لافتات تطالب بالحفاظ على “الجدار الناري” السياسي ضد اليمين المتطرف، في إشارة إلى التوافق السياسي الذي ساد ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية بضرورة عدم التعاون مع التيارات القومية المتشددة.
براندنبورغ تور مركز الاحتجاجات
في واحدة من أكبر التظاهرات، احتشد عشرات الآلاف من المواطنين قرب بوابة براندنبورغ، وساروا في شارع “17 يونيو”، رافعين شعارات مثل “لا لليمين المتطرف في السياسة الألمانية” و**”لن نسمح بعودة الماضي”**، في إشارة إلى التاريخ السياسي المتقلب للبلاد.
وتأتي هذه المظاهرات قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الإقليمية المقرر إجراؤها في 23 فبراير، حيث تُظهر استطلاعات الرأي أن CDU يتصدر المشهد السياسي بقيادة فريدريش ميرتس، رغم الانتقادات الواسعة لسياسته الجديدة تجاه الهجرة واللجوء.
خطر الصعود اليميني يثير القلق
تشير التقارير السياسية إلى أن CDU بات أكثر انفتاحًا على دعم مقترحات يروج لها اليمين المتطرف، وهو ما أثار جدلًا واسعًا داخل الحزب نفسه، حيث يرى بعض الأعضاء أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى خسارة الحزب قاعدته المعتدلة، بينما يعتقد آخرون أنها ضرورة لمواجهة تزايد أعداد طالبي اللجوء.
فيما لا تزال الحكومة الألمانية برئاسة أولاف شولتز تحذر من خطورة إعطاء مساحة سياسية لحزب AFD، خاصة في ظل تصاعد نفوذه في بعض الولايات الشرقية من البلاد.
و مع اقتراب موعد الانتخابات، يتوقع المحللون السياسيون أن تؤثر هذه المظاهرات بشكل مباشر على توجهات الناخبين، خاصة مع ارتفاع حدة الخطاب السياسي بين الأحزاب التقليدية وأحزاب اليمين المتطرف.
المصدر: svt