هل كان الهجوم مخططًا؟ تفاصيل جديدة حول إطلاق النار في مدرسة بأوربرو الذي أسفر عن إصابات وانتحار المهاجم

حادث إطلاق النار الذي وقع في مدينة أوريبرو. Foto: JEPPE GUSTAFSSON

دال ميديا: شهدت مدينة أوريبرو السويدية، اليوم الثلاثاء، حادثة إطلاق نار دموية داخل مدرسة Risbergska، أسفرت عن عدة قتلى، من بينهم المهاجم، الذي أطلق النار على نفسه بعد تنفيذ الهجوم. وأكدت الشرطة إصابة خمسة أشخاص على الأقل في الحادث، بينما لا تزال التحقيقات جارية وسط استنفار أمني واسع، وفقا لما نشرته وسائل إعلام سويدية .

تفاصيل الحادثة: إطلاق نار داخل المدرسة وانتشار أمني مكثف

وقع الحادث في مدرسة Risbergska في منطقة Västhaga بمدينة أوريبرو، وهي مؤسسة تعليمية متخصصة في تعليم الكبار. ووفقًا للتقارير الأمنية، دخل المهاجم إلى المدرسة مسلحًا بسلاح ناري، وبدأ بإطلاق النار، مما أدى إلى وقوع إصابات بين الطلاب والعاملين في المدرسة.

على الفور، استجابت الشرطة بقوات كبيرة إلى موقع الحادث، حيث تم إغلاق المنطقة بالكامل ونشر وحدات التدخل السريع، بما في ذلك قوات النخبة والمفرزة الخاصة بنزع المتفجرات. كما أُرسلت أكثر من 10 سيارات إسعاف إلى الموقع، إلى جانب مروحيات شرطية كانت تحلق فوق المكان لمراقبة الوضع.

المهاجم يطلق النار على نفسه والشرطة لا تستبعد وجود شركاء

أكدت التقارير أن المهاجم أطلق النار على نفسه في الرأس بعد تنفيذ الهجوم، ما أدى إلى وفاته لاحقًا. ومع ذلك، لم تكشف الشرطة بعد عن هويته أو دوافعه، وما إذا كان قد تصرف بمفرده أو بمساعدة آخرين.

في مؤتمر صحفي، رفض روبرتو إيد فورست، رئيس شرطة أوريبرو، التعليق على العدد الدقيق للضحايا أو تقديم تفاصيل إضافية حول ملابسات الحادث، لكنه أشار إلى أن الشرطة لا تستبعد احتمال وجود منفذين آخرين، حيث تستمر عمليات البحث والتحقيقات لتحديد ما إذا كان المهاجم قد تصرف بمفرده أم لا.

Foto: JEPPE GUSTAFSSON

الضحايا وحالة الطوارئ الطبية

أعلنت السلطات الطبية في أوربرو أن خمسة أشخاص نُقلوا إلى المستشفى الجامعي، حيث تم إجراء عمليات جراحية لأربعة منهم. ووفقًا للدكتور يوناس كلاسون، مدير قطاع الرعاية الصحية في إقليم أوريبرو، فإن:

  • اثنين من المصابين خضعوا للجراحة وحالتهم مستقرة.
  • أحد المصابين في حالة خطيرة للغاية ويتلقى رعاية مكثفة.
  • المصاب الخامس لم يخضع للجراحة، حيث وُصفت إصابته بالطفيفة.

انتشار أمني وتحذيرات للسكان

بعد وقوع الحادث، فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا واسعًا حول المنطقة، وأغلقت المدارس المجاورة كإجراء احترازي. كما طُلب من السكان تجنب منطقة Västhaga وعدم التوجه إلى المدرسة أو المستشفى حتى إشعار آخر.

وأكدت صوفيا جيغيند، المتحدثة باسم الشرطة، أن التهديد لم ينتهِ بعد، وأن الشرطة لا تزال تجري عمليات بحث موسعة عن أي شركاء محتملين للمهاجم. وقالت في تصريح رسمي:
“نحث جميع المواطنين على تجنب المنطقة حتى نعلن بشكل رسمي أن الوضع أصبح آمنًا.”

تحقيقات جارية وفحص حقيبة مشبوهة داخل المدرسة

في الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي، أفادت تقارير أن الشرطة تقوم بفحص حقيبة مشبوهة عُثر عليها داخل قاعة الألعاب الرياضية في المدرسة. لم تعلن الشرطة حتى الآن ما إذا كانت تحتوي على مواد خطيرة، لكن وحدات إبطال المتفجرات متواجدة في الموقع لفحصها والتعامل معها.

تداعيات الحادث ودعم نفسي للمتضررين

نظرًا لفداحة الحادث، أعلنت السلطات المحلية عن فتح مراكز دعم نفسي للطلاب وأسر الضحايا، حيث تم تخصيص كنيسة Haga ومركز آخر بالقرب من منطقة Myrorna لاستقبال المتأثرين بالحادثة وتقديم المشورة النفسية لهم.

وفي بيان رسمي، أكدت بلدية أوريبرو أنها تعمل بالتنسيق مع الشرطة والجهات الصحية لضمان تقديم المساعدة اللازمة للطلاب وعائلاتهم.

تصريحات المسؤولين وردود الفعل الرسمية

أثار الحادث صدمة واسعة في السويد، حيث وصفه وزير العدل السويدي، غونار سترومر، بأنه “جريمة وحشية وغير مقبولة”، مؤكدًا أن الحكومة تتابع التطورات عن كثب.

كما أعرب رئيس الوزراء أولف كريسترسون عن حزنه العميق، قائلًا:
“هذا يوم مأساوي للسويد. أفكاري مع الضحايا وعائلاتهم، وسنحرص على محاسبة المسؤولين عن هذه الفاجعة.”

الخاتمة: هل السويد أمام موجة جديدة من العنف؟

تأتي هذه الحادثة في ظل تزايد الجرائم العنيفة في السويد خلال الأشهر الأخيرة، مما أثار تساؤلات حول مدى انتشار العنف المسلح في البلاد. ولا تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة دوافع الهجوم وما إذا كان منفذه قد تصرف بمفرده أو ضمن شبكة أوسع.

وفي انتظار نتائج التحقيقات النهائية، تبقى أوربرو تحت تأثير الصدمة، بينما يواصل السكان متابعة الأخبار وسط قلق متزايد بشأن الأمن في المؤسسات التعليمية في البلاد.

 

المزيد من المواضيع