دال ميديا – دولية: في خطوة أثارت صدمة في الأوساط السياسية الدولية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترحًا مثيرًا للجدل حول إخلاء قطاع غزة من سكانه والاستيلاء عليه، ما أدى إلى ردود فعل واسعة النطاق، بين مؤيدين داخل الولايات المتحدة ومعارضين دوليين، وخاصة من الدول العربية.
البيت الأبيض يتدخل ويوضح
وسط تصاعد الجدل، سارع البيت الأبيض إلى إصدار بيان توضيحي يوم الأربعاء، أكد فيه أن تصريحات ترامب تعكس “خطة جريئة لضمان السلام الدائم في غزة”، مشيرًا إلى أن المقترح الذي يشمل ترحيل سكان غزة قد لاقى دعمًا بين الجمهوريين في واشنطن.
وجاء ذلك بعدما نشر رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، تغريدة على منصة “إكس”، وصف فيها خطوة ترامب بأنها “إجراء جريء لتحقيق السلام”، معربًا عن أمله في أن تؤدي هذه الخطة إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
أما ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، فقد حاول تخفيف وطأة التصريحات، موضحًا أن الرئيس السابق “يريد منح الفلسطينيين الأمل في مستقبل أفضل، ربما بعيدًا عن غزة التي مزقتها الحرب”.
كيف ولدت الفكرة؟
بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن المقترح لم يكن ضمن الخطة الأصلية لاجتماع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل ظهر خلال مناقشات داخلية في الدائرة المقربة من ترامب، قبل أن يعرضه على مساعديه وحلفائه السياسيين.
أما صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فقد نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن “نتائج لقاء ترامب ونتنياهو فاقت كل التوقعات والأحلام الإسرائيلية”، في إشارة إلى أن المقترح كان محل ترحيب كبير داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية.
رفض دولي واسع وتنديد عربي
على الصعيد الدولي، قوبلت تصريحات ترامب برفض واسع النطاق، إذ أكدت الدول العربية، وعلى رأسها مصر، الأردن، والسعودية، تمسكها بحل الدولتين ورفضها لأي خطة ترمي إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم.
كما شددت جامعة الدول العربية في بيان لها على أن مثل هذه الأفكار “تضرب عرض الحائط بالقانون الدولي، وتنسف أي جهود لتحقيق سلام عادل في المنطقة”.
وفي واشنطن، اعتبرت بعض الأوساط الديمقراطية أن تصريحات ترامب “غير مسؤولة”، وتهدد بإشعال مزيد من التوترات في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن السياسة الأميركية منذ عقود تقوم على دعم حل الدولتين وليس إعادة رسم خرائط المنطقة بالقوة.
هل يصبح المقترح واقعًا؟
في ظل هذه التطورات، يبقى التساؤل: هل يمكن لهذا المقترح أن يتحول إلى سياسة أميركية فعلية، أم أنه مجرد استعراض سياسي من ترامب خلال حملته الانتخابية؟
العديد من المحللين يرون أن تنفيذ مثل هذه الخطة يكاد يكون مستحيلًا سياسيًا ودبلوماسيًا، ليس فقط بسبب الرفض الدولي، ولكن أيضًا بسبب التعقيدات الجغرافية والإنسانية المرتبطة بقطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.
ومع ذلك، تبقى هذه التصريحات مؤشرًا على تغير جذري في توجهات بعض الأوساط السياسية الأميركية، وهو ما قد ينعكس على مستقبل السياسات الأميركية تجاه القضية الفلسطينية إذا عاد ترامب إلى السلطة مجددًا.