دال ميديا: في ظل الحرب المكثفة ضد العصابات الإجرامية في السويد، بدأت هذه الجماعات نقل أنشطتها إلى النرويج، مما خلق حالة غير مسبوقة من القلق لدى السلطات النرويجية، التي لم تواجه من قبل تهديدًا بهذا الحجم.
“نرصد أنشطة إجرامية مرتبطة بسويديين في جميع أنحاء النرويج”، يقول كيتيل تونولد، رئيس قسم الشرطة الجنائية في النرويج.
رحلة الجريمة.. من الإكوادور إلى النرويج عبر السويد
إحدى أكثر القضايا المدوية كانت عندما اكتشفت الجمارك النرويجية كميات ضخمة من الكوكايين مخبأة في شحنات من الموز، قادمة من الإكوادور عبر هولندا، وكان من المفترض أن يتم استلامها من قبل أفراد ينتمون إلى عصابة “فوكس تروت” السويدية.
وُصف هذا بأنه أكبر ضبطية مخدرات في تاريخ النرويج، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ كشفت التقارير أن العصابات السويدية متورطة في سلسلة من الجرائم الأخرى، تشمل تهريب المخدرات، السطو، عمليات إطلاق النار، والتفجيرات.
40 جريمة كبرى مرتبطة بالعصابات السويدية
وفقًا لتحقيق أجرته هيئة الإذاعة النرويجية (NRK)، فإن ما لا يقل عن 40 جريمة خطيرة وقعت في النرويج خلال السنوات الأخيرة يمكن ربطها بشكل مباشر بـ العصابات السويدية، في ارتفاع حاد منذ عام 2021.
لم يعد الأمر يقتصر فقط على التهريب أو العمليات المالية، بل أصبح يشمل العنف المنظم والقتل المستأجر، حيث تم استئجار مراهقين سويديين لتنفيذ اغتيالات وجرائم عنف خطيرة داخل النرويج.
“مرتزقة العصابات”.. كيف يجندون المراهقين السويديين في النرويج؟
من بين الجوانب الأكثر إثارة للقلق، هو تزايد ظاهرة استقدام مراهقين سويديين لتنفيذ مهام إجرامية في النرويج، حيث يُعتقد أن ما لا يقل عن 11 مراهقًا سويديًا تم استئجارهم خلال السنوات الأخيرة لتنفيذ جرائم قتل أو اعتداءات وحشية لصالح العصابات.
هذه الظاهرة تعكس مدى النفوذ الإجرامي الخطير لهذه العصابات، حيث يتم استغلال الشباب السويديين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا، وإغراؤهم بالمال لتنفيذ عمليات دموية نيابة عن كبار القادة.
هل أصبحت النرويج الملاذ الجديد للعصابات السويدية؟
مع استمرار تضييق الخناق على العصابات في السويد، يبدو أن النرويج أصبحت وجهة جديدة لأنشطتهم الإجرامية، حيث يستغلون القوانين الأكثر تساهلًا، وقلة خبرة السلطات النرويجية في التعامل مع هذا النوع من الجرائم المنظمة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستتمكن النرويج من السيطرة على هذه الموجة الإجرامية قبل أن تتحول إلى أزمة أمنية كبرى، أم أن العصابات السويدية وجدت ساحة جديدة للعمليات؟
المصدر: svt