دال ميديا: في سابقة هي الأولى من نوعها في السويد، أصدرت محكمة ستوكهولم حكمًا بالسجن لمدة 12 عامًا على لينا إسحاق، البالغة من العمر 52 عامًا، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والتورط في الإبادة الجماعية، وارتكاب جرائم حرب خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على مناطق في سوريا.
خلفية القضية: رحلة إلى الإرهاب
لينا إسحاق كانت قد سافرت إلى سوريا في عام 2013 برفقة عائلتها، حيث انضم ابنها لاحقًا إلى صفوف تنظيم داعش كطفل جندي قبل أن يلقى مصرعه في القتال. وبعد مقتل زوجها، قررت البقاء في الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم، حيث تزوجت مجددًا وواصلت حياتها في كنف “الخلافة” التي أعلنها داعش.
في عام 2022، تم القبض عليها في السويد وأدينت في العام التالي بالسجن لمدة 6 سنوات بسبب تجنيدها لطفلها كمقاتل في التنظيم الإرهابي. لكن التحقيقات كشفت لاحقًا عن جرائم أخرى ارتكبتها خلال فترة وجودها في سوريا، مما أدى إلى رفع قضية جديدة ضدها.
استعباد النساء والأطفال الإيزيديين
وفقًا للتحقيقات، قامت إسحاق باستعباد عدة نساء وأطفال من الطائفة الإيزيدية بين عامي 2014 و2016، حيث احتجزتهم في منزلها في مدينة الرقة السورية، وأجبرتهم على العمل بالسخرة، كما تعرضوا للضرب، والتهديدات بالقتل، والانتهاكات الجسدية.
وذكرت المحكمة أن إسحاق كانت تتعامل مع الأسرى كعبيد، حيث فرضت عليهم اعتناق الإسلام بالقوة، ومنعتهم من التحدث بلغتهم الأم. كما كانت جزءًا من شبكة اتجار بالبشر داخل التنظيم، حيث ساهمت في بيع ونقل الإيزيديين إلى جهات أخرى داخل داعش.
“كانت تنظر إليهم على أنهم مجرد بضائع”
رئيسة المحكمة، القاضية ماريا أولفسدوتر كلانغ، وصفت الممارسات التي قامت بها إسحاق بأنها امتداد لمنهجية داعش التي استهدفت إبادة الإيزيديين كمجموعة دينية وعرقية.
وأضافت القاضية:
“الضحايا تعرضوا لمعاملة قاسية، إذ كانوا يُعاملون كأغراض قابلة للبيع أو التبادل، وكانوا يعيشون في خوف دائم من المصير المجهول الذي ينتظرهم عند بيعهم أو نقلهم إلى مكان آخر.”
وأكدت المحكمة أن إسحاق كانت “مقتنعة تمامًا” بأيديولوجية داعش، حيث شاركت بفاعلية في فرض معتقدات التنظيم على أسراها، مستخدمة وسائل قسرية قاسية.
إنكار ورفض الاعتراف بالجرائم
رغم الشهادات والأدلة المقدمة، نفت إسحاق جميع التهم الموجهة إليها، زاعمة أنها لم تحتجز أي إيزيديين في منزلها، لكنها اعترفت بأنها “عاشت في أماكن كان بها إيزيديون يؤدون أعمال منزلية”، دون أن تعتبر ذلك استعبادًا أو قسرًا.
وقالت خلال جلسات المحاكمة:
“ليس لدي ما أقوله، لم أفعل أي شيء خاطئ.”
حكم غير مسبوق في السويد
الحكم الذي صدر بحق إسحاق هو الأول من نوعه في السويد الذي يدين شخصًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء فترة سيطرة داعش، مما يعكس التزام السويد بملاحقة الجرائم التي ارتكبت خلال النزاع السوري، بغض النظر عن مكان وقوعها.
ويعتبر الحكم جزءًا من جهود أوسع في أوروبا لمحاسبة المقاتلين العائدين وأعضاء التنظيمات الإرهابية الذين تورطوا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
المصدر: tv4