دال ميديا: في تطور ملفت، تلقى ريكار أندرسون، منفذ أكبر عملية إطلاق نار جماعي في تاريخ السويد، إشادات داخل منتديات “الإنسيل” (incel)، حيث يناقش المستخدمون إمكانية اعتباره “قديسًا” وتخصيص يوم لإحياء ذكراه.
إشادة داخل منتديات “الإنسيل” بعد الجريمة
بعد يوم واحد فقط من الهجوم الدموي على مدرسة “كامبوس ريسبيرجسكا” في أوريبرو، ظهرت منشورات داخل أحد المنتديات المرتبطة بثقافة “الإنسيل”، حيث اقترح البعض إقامة “جنازة رمزية” أو “احتفال تكريمي” للجاني.
أحد المستخدمين كتب:
“هل يجب أن نقيم جنازة أو مناسبة تكريمية للقديس ريكارد أندرسون؟”
وأظهرت الاستطلاعات داخل المنتدى موافقة عشرة أشخاص على الفكرة، بينما رفضها خمسة آخرون، في حين تحولت النقاشات إلى تحليل تفاصيل الجريمة ومكانة الجاني داخل هذه الثقافة.
ربط الجريمة بـ”عالم الإنسيـل”
تقوم ثقافة “الإنسيل”، التي تتكون غالبًا من رجال يعانون من العزلة الاجتماعية والفشل العاطفي، بتمجيد منفذي الجرائم الجماعية الذين يُنظر إليهم على أنهم “منتقمون من المجتمع الذي همّشهم”.
وفقًا للصحفي إميل هيليرود، الذي أجرى تحقيقًا معمقًا عن هذه الظاهرة في برنامج “كالا فاكتا”، فإن هذه المنتديات عادةً ما تروج لنظرة ثنائية متطرفة للعالم، حيث ينظر أعضاؤها إلى أنفسهم على أنهم ضحايا لهيمنة الرجال “الجذابين” والنساء “السطحيات”.
“يرون أن أندرسون كان شخصًا معزولًا، ويعتبرون جريمته ردًا على الظلم الذي يعتقدون أنهم يعانون منه”، يقول هيليرود.
في هذه البيئة، يتم تصنيف النساء إلى فئات معينة، حيث يُطلق عليهن مصطلحات مثل “فويد” (Femoid) في إشارة مهينة لكونهن مجرد “كائنات أنثوية”، بينما يُعتبر الرجال “الجذابون” من فئة “تشاد” (Chad)، وهم الذين يحصلون بسهولة على اهتمام النساء.
مقارنة مع “مجزرة ساندي هوك”
لم يقتصر الأمر على تمجيد الجاني، بل ذهب بعض المستخدمين إلى مقارنته بـ”آدم لانزا”، منفذ مجزرة مدرسة ساندي هوك الابتدائية عام 2012، حيث قتل 26 شخصًا، بينهم 20 طفلًا.
نشر أحد المستخدمين صورة لـريكار أندرسون وكتب:
“عيناه تشبهان تمامًا نظرة آدم لانزا.. شعرت بخطر مباشر بمجرد رؤية وجهه.”
بينما علّق آخر:
“نأمل فقط أن يكون دافعه كراهية عامة للمجتمع وليس بدوافع أيديولوجية من اليمين المتطرف. نحن بحاجة إلى مزيد من الممثلين عن قضيتنا!”
تأثير ثقافة “الإنسيل” في تأجيج العنف
على الرغم من أن ليس كل من ينتمي لثقافة “الإنسيل” يميل إلى العنف، إلا أن بعض أعضائها يتبنون خطابات معادية للمجتمع وللنساء، مما يجعل هذه المنتديات بيئة خصبة للتطرف والتحريض.
يؤكد الخبير النفسي ستيفان كراكوسكي، مؤلف كتاب “إنسيل: حول العزوبة القسرية ودور الرجل في أزمة”، أن معظم الهجمات الفردية في العالم يتم مناقشتها على نطاق واسع داخل هذه المجتمعات، حيث يتم تصويرها على أنها “انتقام” من المجتمع الذي نبذ مرتكبيها.
“كل جريمة تُرتكب من قبل فرد منعزل تُناقش بعمق داخل هذه المنتديات، ويتم النظر إليها على أنها رد انتقامي ضد العالم الخارجي”، يقول كراكوسكي.
مخاوف من استلهام جرائم جديدة
مع تزايد المحتوى الذي يمجّد المهاجمين، يحذر الخبراء من أن التمجيد الإعلامي لمثل هذه الحوادث قد يُلهم أشخاصًا آخرين لارتكاب أعمال مماثلة، مما يعزز المخاوف بشأن تصاعد الجرائم المستوحاة من هذه الإيديولوجيات المتطرفة.
المصدر: tv4