دال ميديا: مرت عشرة أيام منذ المجزرة الدموية في مدرسة Risbergska بمدينة أوريبرو، حيث شهدت المدرسة إطلاق نار جماعي أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة العديد. المهاجم، ريكارد أندرسون، أطلق النار على الضحايا قبل أن ينهِ حياته بنفسه. بعد هذا الهجوم الذي خلف صدمة كبيرة في المدينة، بدأت تفاصيل جديدة بالظهور حول ما جرى في تلك اللحظات العصيبة، وذلك من خلال تقارير الحوادث التي تم تلقيها من قبل خدمة الإطفاء في نيريكيس، والتي كشفت عن العديد من المكالمات الطارئة التي وردت إلى الرقم 112.
تفاصيل المكالمات الطارئة:
بدأت المكالمات الطارئة تصل في تمام الساعة 12:33 بعد ظهر اليوم الذي وقع فيه الهجوم، حيث كان أول اتصال يفيد بوجود إطلاق نار مستمر في المدرسة، وهو ما استدعى استجابة فورية من الشرطة، والإسعاف، وفِرق الإنقاذ. فيما يلي بعض التفاصيل الدقيقة من المكالمات التي تم تلقيها من داخل المدرسة:
-
12:38: أحد الشهود في المدرسة وصف المهاجم بـ رجل يرتدي ملابس داكنة ويحمل سلاحًا كبيرًا. كما أشار إلى أنه كان يشاهد المهاجم وهو يتجول داخل المدرسة.
-
12:43: تم الاتصال مجددًا من قبل شخص آخر داخل المدرسة، حيث تم الإبلاغ عن وجود شخص مصاب بالرصاص في ساقه كان قد لجأ إلى رياض الأطفال القريبة للابتعاد عن المهاجم. تم تحديد مكان الحادث ولكنه كان لا يزال قيد التحقيق.
-
12:51: في هذه المكالمة، أشار المتصل إلى وجود شخص آخر مصاب بالرصاص، ولكن المكالمة تم قطعها قبل الحصول على معلومات إضافية حول مكان هذا الشخص.
-
12:59: مكالمة جديدة من داخل المدرسة تُفيد بأن هناك شخصًا مصابًا في ساقه كان يعتقد أنه في مدرسة SFI المجاورة، وقد ذكر المتصل أن هناك أشخاصًا آخرين يصرخون طلبًا للمساعدة في الممرات.
-
13:35: تم الإبلاغ عن أن المهاجم كان يرتدي ملابس عسكرية خضراء، مع مزيد من التفاصيل حول تحركاته داخل المدرسة.
-
13:29: مكالمة من داخل المدرسة تشير إلى أن هناك شخصًا مختبئًا في الحمام ولا يستطيع الخروج لأنه يسمع أصواتًا خارجة من الباب، مما يثير القلق بشأن وجود المهاجمين الآخرين في المكان.
عملية الاستجابة:
بناءً على هذه المكالمات، تم إرسال الشرطة، والإسعاف، وفرق الإنقاذ على الفور إلى موقع الحادث. ومع ذلك، واجهت فرق الإنقاذ صعوبة في دخول المدرسة بسبب مخاوف من وجود مهاجمين آخرين داخل المدرسة. بحسب ما ذكر كرستوفر رودن، قائد فرق الإنقاذ، فقد تلقوا تعليمات بالانتظار في البداية، حيث كانت الشرطة في عملية تحقيق أولية حول ما إذا كان هناك مهاجم آخر.
في 13:58، تم إعطاء إشارة من قبل الشرطة بأن الوضع أصبح آمنًا للدخول، إلا أن 40 دقيقة لاحقًا، جاء قرار جديد بالتراجع بسبب الشكوك حول وجود مهاجم آخر لم يُقتل بعد. لذلك، تم تأجيل دخول فرق الإنقاذ.
لم يتمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين في الوقت المطلوب بسبب الظروف الصعبة، حيث كان يجب عليهم التعامل مع خطورة الموقففي ظل عدم التأكد من تواجد المهاجمين داخل المبنى.
الاستجابة في وقت لاحق:
بحلول الساعة 15:00، بدأت فرق الإنقاذ في إجلاء الأشخاص المحصورين في الفصول الدراسية، حيث قامت الشرطة بفتح الممرات لإخلاء الطلاب والعاملين في المدرسة. كما استمرت فرق الإنقاذ في تقديم الدعم للمصابين الخفيفين والذين كانوا يعانون من صدمة نفسية بعد الهجوم.
وأوضح كرستوفر رودن أن جزءًا كبيرًا من عمل فرق الإنقاذ كان مساعدة الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات خفيفة والذين كانوا في حالة صدمة شديدة، حيث كان من الضروري أن يتم إخراجهم إلى مكان آمن بعيدًا عن الموقع الذي لا يزال غير مستقر.
الحصار والمخاوف الأمنية:
استمر الوضع في التصاعد حتى بعد ظهر اليوم، حيث كانت الشرطة تعمل على تأمين المدرسة بالتوازي مع محاولات إجلاء المصابين. وتم إجلاء الطلاب والعاملين في المدرسة بشكل منظم ولكن ببطء، حيث كان من الضروري التأكد من عدم وجود تهديد آخر في المنطقة.
تبقى التفاصيل حول الحادث متغيرة مع تقدم التحقيقات، ولكن من الواضح أن الهجوم الذي وقع في مدرسة Risbergska كان من أكثر الحوادث إيلامًا في السويد. ولا تزال عمليات التحقيق جارية لفهم كامل لما حدث في تلك اللحظات المأساوية.
المصدر: svt