دال ميديا: بعد مرور أسبوعين على المجزرة الدموية التي هزت مدرسة Risbergska في مدينة أوريبرو، لا يزال المجتمع المحلي يعاني من تداعيات الصدمة، حيث سجلت مراكز الرعاية الصحية زيادة كبيرة في عدد المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة بالحادث المروع.
المراجعات الطبية التي تتلقاها العيادات لا تتعلق بإصابات جسدية مباشرة، وإنما تتمثل في مشاكل النوم، فقدان الشهية، وصعوبة في التركيز، وهي أعراض شائعة بعد التعرض لصدمات كبيرة وفقًا لما أوضحته مادلين يوهانسون، مديرة الرعاية الأولية في المنطقة، حيث أكدت أن التأثير النفسي قد يكون أكثر تعقيدًا من الإصابات الجسدية، قائلة:
“كيف يتفاعل الأفراد مع مثل هذه الأحداث يعتمد بشكل كبير على تجاربهم السابقة، البعض يعاني مباشرة بعد الحادث، بينما تظهر الأعراض لدى آخرين بعد فترة من الزمن”
ضغوط متزايدة على خدمات الدعم النفسي
تشهد المراكز الطبية في أوريبرو ضغطًا متزايدًا من أولئك الذين كانوا شهودًا على المذبحة أو تأثروا بها بشكل غير مباشر، إضافة إلى العدد المتزايد من الطلبة والمعلمين الذين يترددون على مراكز الدعم التي أنشأتها بلدية أوريبرو لمساعدة المتضررين نفسيًا.
“ما نراه حاليًا هو المرحلة الأولية من الصدمة النفسية، حيث يعاني الأشخاص من اضطرابات في النوم، فقدان الشهية، وصعوبة في التعامل مع الحياة اليومية”، تتابع يوهانسون مؤكدة أن الأمر قد يتطور لاحقًا إلى اضطراب ما بعد الصدمة PTSDوالذي يبدأ بالظهور بعد أسابيع أو حتى شهور من وقوع الحدث.
هل يتحول الخوف إلى اضطراب طويل الأمد؟
بينما يتعامل الأطباء النفسيون مع الآثار العاجلة للحادث، يحذر الخبراء من أن التداعيات النفسية الأعمق قد لا تظهر إلا بعد أشهر، حيث يمكن للناجين والمتأثرين أن يجدوا أنفسهم عالقين في الذكريات المتكررة، ويعيشون الحادث مرارًا وتكرارًا عبر ذكريات مزعجة وكوابيس ليلية.
“من الشائع جدًا أن يعاني الأفراد الذين شهدوا مثل هذه الحوادث من ذكريات متكررة وسيناريوهات مرعبة تلاحقهم باستمرار، مما يجعل من الضروري أن يتلقوا الدعم النفسي المستمر”، تضيف يوهانسون.
وتنصح المراكز الطبية الأشخاص الذين يجدون أنفسهم غير قادرين على التعامل مع آثار الصدمة النفسية بالتواصل مع خدمات الدعم المتاحة في البلدية أو طلب استشارة طبية متخصصة لتجنب تحوّل هذه الأعراض إلى مشكلات طويلة الأمد.
المجزرة التي غيّرت Örebro إلى الأبد
وقع الهجوم المأساوي يوم الثلاثاء 4 فبراير عندما اقتحم ريكارد أندرسون، البالغ من العمر 35 عامًا، مبنى مدرسة Risbergska لتعليم الكبار في مدينة أوريبرو، حيث قام بإطلاق النار بشكل عشوائي مما أسفر عن مقتل سبع نساء وثلاثة رجال قبل أن يوجه السلاح نحو نفسه وينتحر.
يُعد هذا الحادث الأكثر دموية في تاريخ السويد، ولا تزال الشرطة تحقق في دوافع الجاني، حيث لم يتم الكشف بعد عن أي دافع واضح وراء الهجوم، مما يزيد من حالة الغموض والقلق داخل المجتمع السويدي.
إلى أين تتجه الأمور؟
مع استمرار البحث عن أجوبة بشأن دوافع الهجوم، يجد الناجون أنفسهم في معركة جديدة مع الآثار النفسية للصدمة، حيث تتزايد المخاوف من أن يتحول الخوف إلى اضطراب نفسي دائم.
بينما تحاول السلطات إعادة الحياة إلى طبيعتها، لا تزال مدينة أوريبرو تترنح تحت وطأة الحدث المأساوي الذي هزّ المجتمع بأكمله، مما يطرح تساؤلات مهمة حول كيفية الاستجابة للصدمات الجماعية وما يمكن فعله لضمان عدم تكرار مثل هذه الفواجع في المستقبل.
المصدر: tv4