دال ميديا: شهدت بلدية سوليفتيو، الواقعة في شمال البلاد، موجة غضب شعبية عارمة اليوم السبت، حيث أغلقت المتاجر أبوابها في خطوة احتجاجية، بينما سار آلاف الأشخاص في مظاهرة ضخمة رفضًا لخطط تقليص الخدمات الطبية في المستشفى المحلي، بحسب ما نقلته قناة tv4.
تأتي هذه الاحتجاجات بعد الإعلان عن مقترح لتقليص عدة أقسام حيوية في المستشفى، بما في ذلك العناية المركزة، جراحة العظام، التخدير، العمليات الجراحية، وطب الأطفال، وهو ما قد يؤدي إلى إلغاء 146 وظيفة على الأقل. السكان المحليون يعتبرون القرار تهديدًا مباشرًا لحياتهم، حيث سيضطر المرضى الذين يعانون من حالات طارئة مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية إلى قطع مسافة إضافية تصل إلى ثلاث ساعات للوصول إلى أقرب مستشفى يقدم الرعاية العاجلة.
توفا مودين، إحدى المنظمات الرئيسيات للاحتجاج، أكدت أن المدينة بأكملها قررت المشاركة في هذه التظاهرة عبر إغلاق المحلات التجارية خلال الساعة الأولى من الاحتجاجات. وقالت:
“لقد زرت كل المتاجر في سوليفتيو، وتمكّنت من إقناعهم بالإغلاق تضامنًا معنا وجذبًا للمزيد من المتظاهرين إلى الشوارع.”
احتشاد الآلاف ومسيرة ضخمة نحو المستشفى
انطلقت المظاهرة في تمام الساعة 11:00 صباحًا، حيث سار المتظاهرون باتجاه المستشفى، رافعين شعارات تندد بقرارات التقليص.
جون أوبيرغ، عضو المعارضة المحلية، وصف الأجواء بأنها متوترة ومليئة بالغضب الشعبي، مضيفًا:
“الناس خائفون بحق، إذا تم تنفيذ هذه التخفيضات، فإن الأشخاص الذين يتعرضون لأزمات قلبية أو سكتات دماغية قد لا يتمكنون من الوصول إلى الرعاية في الوقت المناسب، وهذا قد يكون قاتلًا.”
احتجاجات متواصلة منذ 2017.. والسكان مصممون على القتال
تعود جذور الغضب الشعبي إلى عام 2017، عندما أُغلق قسم التوليد والجراحة الطارئة في المستشفى، مما أدى إلى مظاهرات مماثلة لم تتوقف منذ ذلك الحين. اليوم، ومع عودة قرارات التقليص إلى الواجهة، يشعر السكان بأن هناك مخططًا طويل الأمد للقضاء على الخدمات الطبية في المنطقة بالكامل.
مودين، التي تعمل والدتها كقابلة فقدت وظيفتها في عام 2017 بسبب التخفيضات السابقة، أكدت أن الاحتجاجات لن تتوقف، حتى لو استمرت الحكومة في تجاهلها. وقالت:
“نحن نعلم أنهم لن يتراجعوا بسهولة، لكننا لن نستسلم أيضًا. سنواصل القتال.”
السلطات: التخفيضات ضرورية بسبب الميزانية
من جانبها، دافعت الأغلبية السياسية الحاكمة في إقليم فاسترنورلاند، التي تضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي (S)، وحزب الوسط (C)، وحزب المحافظين (M)، عن القرار، معتبرة أنه إجراء ضروري لإعادة التوازن المالي في قطاع الرعاية الصحية.
فيكتوريا يانسون، رئيسة لجنة الصحة والرعاية الصحية، صرّحت قائلة:
“إقليم فاسترنورلاند ينفق حاليًا أحد أعلى معدلات الإنفاق في السويد على المستشفيات، بينما تعاني الرعاية الصحية الأولية من نقص التمويل. هذا الوضع غير مستدام.”
هذا و لا يزال التوتر في سوليفتيو على أشده، حيث يؤكد المتظاهرون أنهم لن يتوقفوا عن الاحتجاج حتى يتم التراجع عن قرارات التقليص. وبينما تصر السلطات على أن إعادة الهيكلة أمر لا مفر منه، يواصل السكان مقاومتهم بشتى الطرق الممكنة، مؤكدين أن الرعاية الصحية ليست ترفًا بل حقًا أساسيًا يجب الدفاع عنه بكل قوة.