ترامب يتحدث عن السلام ويتصرف كأنه في حرب.. خبراء يكشفون أسرار استراتيجيته

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

دال ميديا: يواصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تقديم نفسه كأحد أعظم المفاوضين في العالم، متفاخرًا بطموحاته الواسعة التي تمتد من شراء غرينلاند إلى تحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. لكن وفقًا لخبراء، فإن أسلوبه التفاوضي قد لا يكون مستدامًا، بل ربما يضر بسمعة الولايات المتحدة على المدى الطويل، وفقا ما جاء في تقرير لقناة tv4.

يصف ماكس راب ريتشياردي، الباحث في القيادة التدميرية بجامعة يوتبوري، نهج ترامب بأنه أقرب إلى أسلوب “زعيم مافيا سيئ”، مشيرًا إلى أن طريقته قد تحقق نجاحًا قصير الأمد لكنها تفتقر إلى أسس العلاقات الدبلوماسية طويلة الأجل.

“يتحدث عن السلام لكنه يتصرف وكأنه في حرب”

واحدة من أبرز المواقف التي أثارت الجدل حول أسلوب ترامب التفاوضي كانت مواجهته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث استخدم تكتيكات الضغط الشديد، متهمًا زيلينسكي بـ”نكران الجميل” وهدده بوقف المساعدات العسكرية.

ويعلق ريتشياردي على هذا السلوك قائلًا:
“ترامب يتحدث عن السلام، لكنه يتصرف وكأنه في حالة حرب. لديه غرور حساس للغاية، ويفقد صوابه عندما يتم تحديه أو معارضته.”

عدم القدرة على بناء علاقات طويلة الأمد

يرى الخبراء أن أسلوب ترامب في تقسيم القادة والشركاء إلى “أصدقاء” و”أعداء” قد يكون أحد أكبر عيوبه. فبينما يُظهر إعجابًا واضحًا بشخصيات قوية مثل فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون، فإنه يتبنى استراتيجيات هيمنة قاسية ضد من يعتبرهم خصومًا.

ويضيف ريتشياردي:
“ما رأيناه في تعامله مع زيلينسكي يكشف عن افتقاره إلى التعاطف، لقد قام بليّ ذراعه سياسيًا لمجرد إرضاء غروره.”

نهج غير متوقع قد يضر بالعلاقات الدولية

وفقًا للبروفيسور إيساك سفينسون، الخبير في دراسات السلام والصراع، يسعى ترامب إلى تقديم نفسه كشخص غير متوقع وغير تقليدي، لإبقاء خصومه في حالة من القلق المستمر. لكنه يحذر من أن هذه الاستراتيجية قد تكون مكلفة على المدى الطويل.

“أسلوبه لا يؤثر فقط على العلاقات مع أوكرانيا، بل يترك بصمة سلبية على علاقات الولايات المتحدة مع جميع الدول المتعاونة معها، بما في ذلك الدول الأوروبية مثل السويد.”

ويشير سفينسون إلى أن التفاوض بالتهديد قد يكون فعالًا فقط إذا كان يُنظر إليه على أنه تكتيك موثوق، لكنه يعتبر أن نهج ترامب في التفاوض غالبًا ما ينتهي بدون نتائج ملموسة.

ويضيف:
“عندما هدد كوريا الشمالية قائلاً ‘زرّي النووي أكبر من زرّك’، بدا وكأنه تهديد جاد في البداية، لكنه لم يسفر عن أي شيء حقيقي على أرض الواقع.”

خلاصة: ترامب بين النجاح السريع والتداعيات البعيدة المدى

بينما يرى البعض في ترامب شخصية بارعة في عقد الصفقات السريعة، يرى آخرون أن استراتيجياته قد تؤدي إلى تآكل ثقة الحلفاء وإضعاف مكانة الولايات المتحدة عالميًا. فهل يكون نهج ترامب التفاوضي دهاءً سياسيًا أم فوضى دبلوماسية؟
السؤال يبقى مفتوحًا، ولكن الخبراء يحذرون من أن التعامل مع السياسة كمافيا اقتصادية قد لا يكون مستدامًا في عالم يعتمد على العلاقات طويلة الأمد والاحترام المتبادل.

المزيد من المواضيع