تصاعد القلق الدولي بعد مجازر سوريا.. وزيرة الخارجية السويدية: “يجب حماية المدنيين فورًا”

الوضع في سوريا بعد المجازر التي وقعت في مناطق الساحل. Foto: Omar Sanadiki/AP/TT

دال ميديا: في ظل تدهور الوضع الأمني في سوريا وتصاعد أعمال العنف غرب البلاد، شددت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمير ستينرغارد على ضرورة حماية المدنيين ووقف الانتهاكات فورًا، مؤكدة أن الحكومة السويدية تتابع التطورات عن كثب وتُجري اتصالات منتظمة مع نظرائها الأوروبيين بشأن الأوضاع في سوريا، وفقا لما نقلته قناة SVT.

وفي منشور لها على منصة X (تويتر سابقًا)، قالت الوزيرة:
“التقارير الواردة عن الاشتباكات الأخيرة في غرب سوريا مروّعة. يجب حماية المدنيين واحترام حقوق جميع السوريين.”
وأضافت أن البلاد بحاجة إلى عملية انتقال سياسي سلمية وشاملة تُعزز الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية.

أكثر من 1300 قتيل في أيام قليلة – والمجتمع الدولي يندد

جاءت هذه التصريحات في وقت بلغ فيه عدد الضحايا في سوريا أكثر من 1300 شخص، من بينهم ما لا يقل عن 830 مدنيًا ينتمون للطائفة العلوية، وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR). واندلعت الاشتباكات في أعقاب معارك عنيفة بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة الموالية للنظام السابق لبشار الأسد، الذي تم إسقاطه قبل ثلاثة أشهر فقط.

وأفادت تقارير ميدانية أن المسلحين نفذوا عمليات تصفية ممنهجة ضد المدنيين من الطائفة العلوية، حيث قال شهود عيان إن المسلحين كانوا يقتحمون البيوت ويستهدفون العلويين بالاسم.

الصحفية المستقلة لينا ماليرز، المتواجدة في شمال شرق سوريا، قالت لـ SVT Nyheter:
“المسلحون كانوا يطرقون أبواب المنازل ويسألون تحديدًا عن العلويين.”

ردود فعل دولية متصاعدة

على الصعيد الدولي، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن صدمته من التقارير، واصفًا ما يحدث بأنه “مجزرة مروعة”، مطالبًا السلطات السورية بـ”توفير الحماية لجميع المواطنين السوريين وتهيئة مسار واضح نحو العدالة الانتقالية”.

أما المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، فدعا الحكومة السورية المؤقتة إلى التحرك فورًا لحماية المدنيين ومنع ارتكاب أي انتهاكات، مشددًا على أهمية محاسبة المسؤولين عن الجرائم.

وأعلنت الحكومة السورية المؤقتة أنها شكلت لجنة تحقيق للنظر في تطورات العنف المستمر على الساحل السوري، لكن حتى الآن لم تتخذ أي خطوات عملية واضحة لمعالجة الأزمة.

الولايات المتحدة تدين وتحمّل “الإرهابيين الإسلاميين” المسؤولية

من جهته، أدان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بشدة ما وصفه بـ”جرائم جماعات إرهابية إسلامية متطرفة”، بما في ذلك جهاديون أجانب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الأقليات الدينية والعرقية في سوريا.

وقال روبيو في تصريحات نقلتها وكالة رويترز:
“الولايات المتحدة تدين بشدة قتل المدنيين الأبرياء على يد الجماعات الإرهابية، وندعو الحكومة السورية إلى محاسبة المرتكبين فورًا.”

سوريا أمام مفترق طرق جديد

وبينما يشتد العنف في مناطق الساحل السوري، يزداد الضغط الدولي على الحكومة المؤقتة لتفادي اندلاع موجة جديدة من الفوضى الطائفية والانقسامات السياسية. ومع تزايد أعداد الضحايا المدنيين، تبدو الحاجة إلى تدخل دولي حاسم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

المزيد من المواضيع