دال ميديا: رغم دخول تشريعات جديدة حيز التنفيذ منذ شهرين تمنع إلقاء مخلفات النسيج والملابس القديمة ضمن النفايات العادية، كشف تحقيق استقصائي أجرته قناة TV4 عن أن معظم الملابس المُجمّعة لإعادة التدوير تُحرق بدلًا من إعادة استخدامها أو تدويرها — وبعضها يتم نقله إلى مسافات بعيدة قبل أن ينتهي به الحال في محارق النفايات.
تتبع بالـ GPS يكشف الحقيقة: ثلاث من كل أربع قطع تُحرق
ضمن التحقيق، قام فريق TV4 بوضع أجهزة تتبع GPS في ملابس تالفة تم وضعها في حاويات إعادة التدوير في لوليـو، أوسترشوند، ستوكهولم ومالمو. وأظهرت نتائج التتبع أن ثلاثة من أصل أربعة قطع ملابس انتهت بالحرق بدلًا من إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها.
- السترة من لوليو نُقلت إلى بودن، على بعد أقل من 40 كم، حيث أُحرقت في منشأة توليد الطاقة.
- سترة أوسترشوند انتقلت لمسافة قصيرة جدًا، نحو 50 مترًا فقط إلى مبنى مجاور، قبل أن تختفي إشارتها.
- أما الملابس من ستوكهولم ومالمو، فتم نقلها عبر البحر إلى ليتوانيا، حيث خضعت لفرز يدوي في منشأة تابعة لمنظمة Humanaخارج العاصمة فيلنيوس. لاحقًا، تم حرق ملابس ستوكهولم في كاوناس، وملابس مالمو في منشأة توليد طاقة في فيلنيوس.
غياب أنظمة الفرز اليدوي في السويد يدفع نحو التصدير
السبب الرئيسي لإرسال الملابس إلى دول البلطيق هو أن السويد تفتقر إلى مرافق الفرز اليدوي للملابس، الأمر الذي يدفع شركات إدارة النفايات إلى إرسال الملابس إلى ليتوانيا لتقييم حالتها وإمكانية إعادة استخدامها أو تدويرها.
وقالت دوفيله ستولينينيه، مديرة قسم التصدير والاستيراد في منظمة Humana:
“نظرًا لتكاليف النقل وتأثيرها البيئي، سيكون من الأفضل لو أُحرقت الملابس غير القابلة للتدوير محليًا بدلًا من إرسالها لمسافات بعيدة.”
مطالب بإعادة النظر في طريقة التعامل مع نفايات النسيج
وفي ردها على تساؤلات TV4، قالت آنا فيلين، مديرة الاتصال بشركة Sysav لإدارة النفايات (المملوكة لعدة بلديات جنوب السويد):
“لا أعرف أي قطعة قمتم بتتبعها، لكن إذا خضعت لفرز يدوي وتم تقييمها بأنها غير صالحة لإعادة الاستخدام، وانتهى بها الأمر ضمن النسبة الصغيرة – حوالي 7% – التي تُحرق للطاقة في ليتوانيا، فلا بد أن هناك سببًا لذلك.”
هل الهدف البيئي تحقق؟
رغم أن الغرض من فرز النفايات النسيجية هو التقليل من الحرق وتشجيع إعادة الاستخدام والتدوير، إلا أن الواقع يكشف أن النظام الحالي لا يحقق هذا الهدف فعليًا، بل يؤدي إلى نقل النفايات لمسافات طويلة وحرقها في نهاية المطاف — وهو ما يثير تساؤلات جدية حول جدوى السياسة البيئية المعتمدة في السويد.