دال ميديا: في تطور مفاجئ هز قطاع الطاقة النظيفة في أوروبا، أعلنت شركة البطاريات السويدية العملاقة “نورثفولت” (Northvolt) اليوم الإثنين عن تقديم طلب إفلاس رسمي إلى محكمة ستوكهولم، بعد فشلها في تأمين مستقبل مالي وتشغيلي مستدام، نقلا عن قناة tv4.
وأكدت الشركة في بيان صحفي أن مجلس إدارتها قرر بالإجماع التقدم بطلب الإفلاس، وذلك بعد “محاولة مستفيضة لاستكشاف جميع السبل الممكنة لإنقاذ الشركة”. وكتب توم جونستون، الرئيس المؤقت لمجلس الإدارة:
“إنه يوم في غاية الصعوبة لجميع من يعملون في نورثفولت”.
أسباب الانهيار: تحديات مالية وسوقية
وأوضحت الشركة أن قرار الإفلاس جاء نتيجة سلسلة من التحديات الكبيرة التي واجهتها خلال الأشهر الماضية، من بينها:
- ارتفاع تكاليف رأس المال.
- التوترات الجيوسياسية.
- تقلبات الطلب على البطاريات في الأسواق العالمية.
وأشار البيان إلى أن نورثفولت حاولت التفاوض مع عدد من الشركاء والمستثمرين، الذين أبدوا اهتمامًا واضحًا، إلا أن ضيق الوقت ونقص الموارد حال دون التوصل إلى اتفاقيات منقذة.
آلاف الوظائف في مهب الريح
تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 5,000 موظف معرضون الآن لفقدان وظائفهم نتيجة هذا الإفلاس. وتعد شركة نورثفولت واحدة من أكبر جهات التوظيف في مدينة شليفتيو (Skellefteå) حيث يقع مصنعها الرئيسي. كما تعمل الشركة في كل من فاستيراس وستوكهولم.
وستُوكل عملية إدارة الإفلاس إلى مصفٍ قضائي، سيتولى تقييم أصول الشركة وإجراء عمليات بيع محتملة للأنشطة أو المعدات.
أزمة كانت تلوح في الأفق
وكانت نورثفولت قد دخلت منذ خريف العام الماضي في إجراءات إعادة هيكلة قانونية في الولايات المتحدة (Chapter 11) أمام محكمة في ولاية تكساس، بسبب الضغوط المالية المتزايدة.
ورغم هذه المحاولة الإنقاذية، لم تنجح الشركة في تجنب الانهيار، وهو ما اعتبره محللون ضربة قاسية لصناعة البطاريات الأوروبية التي كانت تعلق آمالاً كبيرة على نورثفولت كمنافس استراتيجي للعمالقة الآسيويين في هذا القطاع.
مستقبل غير مؤكد
وفي ختام البيان، قال توم جونستون:
“نأمل أن تظل البنية التحتية التي بنيناها، والتكنولوجيا المتقدمة، وخبراتنا، والتزامنا بالاستدامة، قادرة على إحداث تأثير إيجابي في مستقبل الصناعة، رغم هذا الانكسار”.