دال ميديا: كشفت هيئة الإذاعة والتلفزيون السويدية SVT، بالتعاون مع عدد من مؤسسات الإعلام العام الأوروبية ضمن شبكة الاتحاد الأوروبي للبث (EBU)، عن خريطة موسعة لأكثر من 60 هجومًا هجينًا يُشتبه أن روسيا نفذتها خلال عامي 2024 و2025 ضد عدد من الدول الأوروبية.
وتشير النتائج إلى تصعيد واضح في وتيرة وشكل الهجمات التي باتت تشمل أنشطة تخريبية، عمليات تأثير معلوماتي، وهجمات إلكترونية، بهدف زعزعة استقرار دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
روسيا تسعى لزرع الفوضى والانقسام في أوروبا
قال توماس نيلسون، رئيس الاستخبارات العسكرية والأمنية السويدية (MUST)، إن “روسيا تسعى بشكل مباشر لتقويض استقرار الاتحاد الأوروبي والناتو، وزرع الشكوك والانقسام داخل مجتمعاتنا”.
وأضاف نيلسون أن روسيا أصبحت أكثر جرأة في تنفيذ هذه الهجمات، وتقوم باستخدام “الهجمات الهجينة” كوسيلة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية دون اللجوء إلى حرب تقليدية مباشرة.
وكلاء مأجورون وعمليات معقّدة
تشير مصادر استخباراتية أوروبية إلى أن موسكو باتت تعتمد بشكل متزايد على وسطاء محليين يُعرفون بـ”الوكلاء”، يتراوحون بين مجرمين محليين ومرتزقة يتم تجنيدهم عبر الإنترنت مقابل مبالغ مالية، وتصفهم الأجهزة الأمنية بـ”عناصر قابلة للاستهلاك”.
وقال فريدريك هالستروم، المدير التشغيلي في جهاز الأمن السويدي (Säpo)، إن “التهديد لا يقتصر فقط على الجيوش النظامية أو الجواسيس المحترفين، بل يشمل أيضاً محاولات تجنيد أفراد عاديين عبر الإنترنت لتنفيذ هجمات موجهة.”
الهجمات تقترب من الشمال الأوروبي والسويد
رغم أن الجزء الأكبر من الهجمات الهجينة استهدف دول شرق أوروبا كبولندا ودول البلطيق وألمانيا، إلا أن التحذيرات تتزايد بشأن تحول تركيز روسيا نحو الدول الإسكندنافية، وخاصة السويد، بعد انضمامها إلى حلف الناتو.
وفي هذا السياق، صرّح هنريك هيغستروم، مستشار استراتيجي في كلية الدفاع الوطني السويدية، قائلاً: “إنه مجرد مسألة وقت قبل أن توجه روسيا تركيزها نحو الدول الشمالية. لقد صرّح فلاديمير بوتين مراراً أن انضمام السويد وفنلندا للناتو لن يمرّ دون عواقب.”
ويؤكد توماس نيلسون هذه المخاوف بقوله: “في حال أُعيد توجيه الموارد الروسية بعيداً عن أوكرانيا، فإن السويد قد تصبح هدفاً مباشراً للهجمات الهجينة.”
السويد ضمن قائمة الهجمات المؤكدة
أدرجت الكارتوغرافيا التي أعدتها SVT حادثتين على الأراضي السويدية ضمن قائمة الهجمات المرتبطة بروسيا: الأولى تتعلق بهجوم إلكتروني استهدف نحو 100 شركة سويدية، والثانية تتعلق بعملية تأثير معلوماتي عبر صندوق روسي.
التوثيق تم عبر تحقيق مشترك في 80 حادثة
أجرت SVT ومؤسسات إعلامية شريكة تحقيقاً معمقاً شمل تحليل 80 حادثة خلال عامي 2024 و2025، وتم تصنيف أكثر من 60 منها على أنها هجمات هجينة مشبوهة أو مؤكدة المصدر من روسيا، استنادًا إلى بيانات من وكالات أمنية ومصادر سرية وتحقيقات خاصة.
وتُعرّف الهجمات الهجينة بأنها تشمل التخريب، وحملات التضليل، والهجمات السيبرانية، ولا تشمل أنشطة التجسس التقليدية.
رغم ذلك، تنفي روسيا رسمياً أي علاقة لها بهذه الأنشطة، وهو ما اعتادت تكراره في حوادث مشابهة سابقة.