دال ميديا: الطلاق ليس مجرد إجراء قانوني ينهي علاقة زوجية، بل هو تجربة عاطفية عميقة قد تُخلّف آثارًا طويلة الأمد، خاصةً على الأطفال. ومع تزايد معدلات الانفصال في السويد، تُسلّط الأضواء على أهمية التعامل النفسي السليم مع هذه المرحلة الحرجة.
فوفقًا لأرقام هيئة الإحصاء السويدية، شهد عام 2024 طلاق أكثر من 40 ألف شخص، حيث انفصلت 20,422 امرأة و20,027 رجلًا. وتُظهر الأرقام أن نحو نصف حالات الزواج في السويد تنتهي بالطلاق، وغالبًا ما تتطلب العملية فترة مراجعة قانونية خاصة في حال وجود أطفال دون سن 16 عامًا.
لكن بعيدًا عن الأوراق الرسمية والإجراءات، فإن أصعب ما يرافق الطلاق هو التحديات النفسية والعائلية التي تفرضها المرحلة، خصوصًا عندما يكون هناك أطفال مشتركين بين الطرفين.
«لا تسمح لمشاعرك أن تؤذي أبناءك»
الطبيبة النفسية فيكتوريا ميلوسيفسكا، أخصائية الطب النفسي، أكدت في حديث لموقع “Familjeliv” أن أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء والأمهات أثناء الطلاق هو السماح للمشاعر السلبية كالغضب والحزن والانتقام بالتحكم في تصرفاتهم، ما يُلحق الضرر الأكبر بالأطفال.
وقالت:
“عندما نتصرف بعدوانية أو نسيء إلى الشريك السابق أمام الأطفال، فإن الألم الحقيقي ينتقل إلى قلوب الصغار. الأطفال يحتاجون إلى والديهم معًا، حتى إن لم يعودوا يعيشان في نفس المنزل.”
وأكدت ميلوسيفسكا على ضرورة أن يُدرك الأهل أن الانفصال لا يجب أن يتحول إلى صراع شخصي على حساب رفاهية الأطفال. وأضافت:
“على كل والد ووالدة أن يسأل نفسه: إذا صرخت اليوم على شريكي السابق، فكيف سينعكس ذلك على أطفالي بعد ثلاث سنوات؟ أو حتى بعد عشر سنوات؟”
التوصية الأساسية: فكر بعقلانية لا بعاطفة
ونصحت الطبيبة بأن يتعامل الأهل بمنطق وعقلانية قدر الإمكان، رغم صعوبة الأمر في اللحظات الأولى من الأزمة والانفصال. وأشارت إلى أهمية وضع الأمور في منظور بعيد المدى، يراعي مستقبل الأطفال النفسي والاجتماعي، بدلًا من الانجرار وراء لحظات الغضب.
فالطلاق قد يكون نهاية لعلاقة بين شخصين، لكنه بداية لتحدٍّ أكبر: كيفية الحفاظ على توازن الأطفال النفسي والعاطفي في ظل واقع أسري جديد.