دال ميديا: اضطرت أنغريت أندرسون، التي أدارت نشاطًا سياحيًا ومؤتمرات في جزيرة “سودرارم” الواقعة في أرخبيل ستوكهولم لأكثر من 25 عامًا، إلى مغادرة منزلها الذي عاشت فيه 18 عامًا، بعد أن قررت القوات المسلحة السويدية تحويل الجزيرة إلى منطقة تدريب عسكرية مغلقة، نقلا عن التلفزيون السويدي SVT.
وبدءًا من هذا العام، أصبحت الجزيرة “منطقة محمية عسكرية” يُمنع دخولها من قبل المدنيين، حيث ستستخدم لتدريب القوات البرمائية التابعة للجيش السويدي. القرار جاء صادمًا بالنسبة لأنغريت، التي أعربت عن حزنها العميق عند وداع منزلها.
وقالت في مقابلة مع التلفزيون السويدي SVT:
“لن أتمكن أبدًا من العودة إلى هنا مجددًا… هذا المكان هو منزلي، ونشعر وكأننا طُردنا قسرًا.”
أسباب عسكرية وسط صمت رسمي
جزيرة “سودرارم” التي تعود ملكيتها إلى الدولة عبر هيئة التحصينات العسكرية (Fortifikationsverket)، كانت تُستخدم سابقًا كمحطة إنقاذ بحري ومركز إرشاد بحري، قبل أن تتحول في ثلاثينيات القرن الماضي إلى منشأة عسكرية. ومع تصاعد التوترات الإقليمية ودخول السويد إلى حلف الناتو، عاد الاهتمام العسكري بالجزيرة من جديد.
وأوضح باتريك بيرغي، نائب قائد فوج القوات البرمائية في ستوكهولم، أن الجزيرة تُعد موقعًا مثاليًا لتدريب القوات الخاصة، مشيرًا إلى أن احتياجات الجيش تغيرت مع انضمام السويد للناتو.
“الواقع الجيوسياسي الجديد يتطلب توسيع نطاق ميادين التدريب العسكري، وسودرارم تُوفر بيئة ممتازة لهذا الغرض”، قال بيرغي.
“كل شيء سري.. ولا مجال للحوار”
لكن ما أثار استياء أنغريت بشكل خاص، هو غياب الشفافية من جانب السلطات العسكرية.
“كلما سألت عن أسباب طردنا أو كيف ستُستخدم الجزيرة تحديدًا، أتلقى إجابة واحدة فقط: ’أمر سري‘. لم يكن هناك أي حوار أو محاولة للتعاون”، تضيف أندرسون بأسف.
صراع بين الأمن الوطني وحقوق السكان
القضية أثارت تفاعلًا واسعًا في الإعلام السويدي، حيث يرى البعض أن القرارات الأمنية يجب ألا تُتخذ على حساب المواطنين الذين أمضوا أعمارهم في هذه المناطق. بينما يُبرر الجيش إجراءاته بالحاجة إلى مواقع تدريبية جديدة تواكب التزامات السويد في إطار الناتو.