دال ميديا: في حادثة مؤلمة تجسد تصاعد العنف العشوائي المرتبط بالجريمة المنظمة في السويد، لقي الشاب محمّد خانكيشيف (34 عامًا) مصرعه إثر جريمة إطلاق نار نفذها مراهق يبلغ من العمر 17 عامًا، بعدما تلقى أمرًا من قادة عصابة بتنفيذ قتل عشوائي: “أطلق النار على أي شخص… أي شخص أجنبي”، نقلا عن قناة التلفزيون السويدي SVT.
وقعت الجريمة في بلدة برو (Bro) قرب العاصمة ستوكهولم يوم 30 يوليو 2024، حين تم استهداف محمد الذي كان يسير على بُعد 400 متر فقط من منزله، دون أن تكون له أي علاقة بالنزاع الدائر بين العصابات أو بعالم الجريمة.
وقد وصف التحقيق الحادثة بأنها “إعدام ميداني بسبع رصاصات في الظهر”، سقط خلالها محمد ضحيةً للصدفة البشعة، حين تصادف وجوده في المكان والزمان الخطأ.
أبٌ مكسور من موطنه في أذربيجان: “نحن لا نعيش، نحن فقط نتنفس”
في اتصال هاتفي مع وسائل الإعلام، تحدث والد الضحية راميز خانكيشيف من موطنه في مدينة شيرفان بأذربيجان، وهو يروي بصوت متحطم عن آخر محادثة جمعته بابنه قبل يوم من الجريمة.
قال راميز:
“كان ابني الوحيد. تحدثنا عن زيارته القادمة، كنا نخطط للقاء، والآن لم يعد هناك شيء. نحن لا نعيش بعد الآن… نحن فقط نتنفس.”
محمد كان يعمل في السويد منذ عام 2011 في وظيفة مزدوجة كـنادل ومندوب توصيل، وكان يرسل الأموال شهريًا لوالديه المتقاعدين الذين لا يملكون أي مصدر دخل.
القاتل طفل في أعين القانون… والعقوبة لا تعكس الجريمة
أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن ثماني سنوات فقط ضد المراهق القاتل، رغم أن طبيعة الجريمة تستوجب السجن مدى الحياة. لكن لأن الجاني لم يبلغ 18 عامًا بعد، تم تخفيض العقوبة بسبب ما يُعرف بـ**”الخصم العقابي للشباب”**.
وأشارت المحكمة إلى أن غياب أحكام إرشادية من المحكمة العليا بخصوص آلية تطبيق الخصم العقابي للشباب، أدى إلى تخفيض الحكم بشكل كبير، فيما يُنتظر أن يُعاد النظر في القضية أمام محكمة الاستئناف (Hovrätten) نهاية مارس الجاري.
تصاعد مقلق في جرائم القتل بين القُصّر في السويد
تشير الإحصائيات الرسمية إلى تصاعد مذهل في عدد المراهقين المتورطين في جرائم القتل بين أعوام 2013 و2024. ففي حين كان عدد المشتبه بهم من الفئة العمرية 15-17 عامًا عام 2013 لا يتجاوز 16 شخصًا، ارتفع الرقم بشكل حاد ليصل إلى 395 حالة في عام 2024.
وقال ماكس أوكيرفول، نائب قائد شرطة منطقة ستوكهولم الجنوبية:
“هؤلاء الفتية يعيشون في عالم وهمي من القوة والسلاح، لكنهم يعودون أطفالًا ضعفاء حين يقفون أمام المحاكم. ينهارون، يندمون، ويتمنون لو يعود الزمن.”
أرقام صادمة: عدد القُصّر المتورطين في جرائم القتل حسب الأعوام
(15–17 سنة، تشمل جميع أشكال التورط: القتل، التحريض، المساعدة، التآمر)
- 2013: 16
- 2014: 34
- 2015: 50
- 2016: 56
- 2017: 73
- 2018: 76
- 2019: 92
- 2020: 96
- 2021: 111
- 2022: 138
- 2023: 262
- 2024: 395
المصدر: النيابة العامة السويدية (Åklagarmyndigheten)