“ماذا لو اندلعت الحرب في السويد؟” – خبير عسكري يوضح السيناريو الأسوأ ويوجه نصائح للمواطنين

خطط طوارئ في حالة الحرب. Foto: Frivilliga Resursgruppen

دال ميديا: في ظل تصاعد التوترات الأمنية في أوروبا والتهديد المستمر من روسيا، أعلنت الحكومة السويدية بالتعاون مع حزب ديمقراطيو السويد عن أكبر خطة لتحديث وتعزيز قدرات الدفاع منذ الحرب الباردة، وذلك بميزانية قياسية قد تصل إلى 300 مليار كرونة سويدية يتم تمويلها من خلال قروض.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة في أذهان الكثيرين هو: ماذا سيحدث إذا اندلعت الحرب فعلاً؟ وكيف يجب على المواطنين العاديين التصرف؟

البروفيسور هانس ليفونغ، الخبير في قضايا الدفاع والأستاذ في كلية الدفاع الوطني السويدية، تحدث بتفصيل عن هذا السيناريو المفترض في برنامج “Efter Fem” على شاشة قناة TV4، مؤكدًا أن السويد تملك جيشًا محترفًا يضم مجموعة واسعة من الخبرات والتخصصات العسكرية الدقيقة، لكنه أشار أيضًا إلى وجود نقاط ضعف يجب الانتباه إليها.

“لدينا قدرات نوعية، لكن الكمية لا تزال محدودة. لا نملك الكثير من الأفراد أو المعدات، كما أننا قمنا بإرسال جزء من معداتنا إلى أوكرانيا. ما لدينا مميز، لكنه ليس بالكثير”، يقول ليفونغ.

ورغم هذه التحديات، يؤكد أن غزوًا مباشرًا من قبل دولة كبيرة يعد أمرًا بالغ الصعوبة، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا من حيث اللوجستيات. ومع ذلك، يشير إلى أن مثل هذا السيناريو، رغم أنه مستبعد، لا يمكن استبعاده تمامًا.

كيف يجب أن تتصرف كمواطن إذا اندلعت الحرب؟

إذا وقع هجوم مسلح ضد السويد، فإن الحكومة يمكنها إصدار قرار رسمي يعتبر البلاد في حالة حرب، مما يعني تفعيل قوانين وتنظيمات جديدة لإدارة الدولة في ظل الظروف الطارئة.

“قناة P4 الإذاعية ستكون المصدر الرسمي لمتابعة المعلومات الحكومية والتعليمات الصادرة، ويجب على الجميع متابعتها باستمرار”، يوضح ليفونغ.

ويضيف أن الدولة، رغم الحرب، بحاجة إلى استمرار الحياة اليومية، قدر الإمكان. وهذا يشمل كل القطاعات، من رياض الأطفال والمدارس، إلى الشرطة والإدارات الحكومية والشركات. ويشدد على أن “الاستمرارية” في الأداء هي أحد مفاتيح الصمود في مثل هذه الأزمات.

وفي ما يتعلق بالأشخاص الحاصلين على “تعيين عسكري” (krigsplacering)، فيتوجب عليهم الالتحاق بمواقعهم المحددة فور تلقي الأوامر الرسمية.

المجتمع المدني هو العمود الفقري للمقاومة

يرى البروفيسور ليفونغ أن نجاح السويد في مواجهة أي تهديد عسكري لا يعتمد فقط على الجيش، بل بشكل كبير على قدرة المجتمع المدني على التفاعل والجاهزية.

“لدينا مجتمع متعلم ومزدهر، لكن التحدي الأكبر سيكون في فهم طبيعة الحرب. يجب على الأفراد، والشركات، والمنظمات أن تطلع على الأدوار التي يمكنهم القيام بها، ويكونوا على دراية بكيفية تقديم المساعدة”، بحسب تعبيره.

ويتابع:

“غالبًا لا يُطلب من الأفراد القيام بشيء جديد كليًا، بل أن يُتقنوا ما يقومون به أصلًا، ولكن بدرجة أعلى من المسؤولية والانضباط”.

استعداد لا بد منه… ورسالة للمواطنين

الرسالة الأساسية التي يوجهها ليفونغ إلى المواطنين هي: ابدأوا بالتحضير النفسي والمعرفي الآن. اقرأوا، تعلموا، استعدوا. ففي أوقات الأزمات، لا يكون هناك متسع كبير للارتجال.

وما بين التخطيط العسكري الضخم والاعتماد المتزايد على المجتمع المدني، تبدو السويد اليوم في مفترق طرق يتطلب وعيًا جماعيًا واستعدادًا شاملًا، ليس فقط من الدولة، بل من كل فرد يعيش على أرضها.

المزيد من المواضيع