دال ميديا: أثارت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة يوم الأربعاء ردود فعل قوية في جميع أنحاء العالم، حيث حذرت دول من تداعيات اقتصادية خطيرة وتصاعد محتمل في الصراع التجاري. من آسيا وأمريكا الجنوبية إلى أوروبا، بدأت الدول باتخاذ تدابير لحماية اقتصادياتها من تأثير هذه الرسوم.

موقف السويد: دعم للتجارة الحرة

تفاعل أولف كريستيرسون، رئيس وزراء السويد، بسرعة مع القرار، حيث كتب عبر منصة X:
“ستواصل السويد دعم التجارة الحرة والتعاون الدولي.”
وأضاف في مقطع مصور:
“أملنا هو أن نتمكن من تقليل الرسوم الجديدة من خلال المفاوضات.”

الاتحاد الأوروبي يندد: “ضربة قاسية للاقتصاد العالمي”

في مؤتمر صحفي صباح الخميس، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الرسوم الجمركية بأنها “ضربة قاسية للاقتصاد العالمي”. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ إجراءات مضادة إذا لم تؤدِ المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى حل.
قالت فون دير لاين:
“نحن موحدون، قوتنا تكمن في تضامننا. وسنقدم الدعم للشركات المتضررة.”

ردود فعل دولية: قوانين وإجراءات طارئة

في البرازيل، تم على الفور تبني قانون جديد يسهّل الرد على العوائق التجارية من دول أخرى. وتنظر الحكومة في جميع الخيارات المتاحة للرد على الرسوم الأمريكية التي تبلغ 10%، بما في ذلك اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية.

وفي كوريا الجنوبية، أمر الرئيس المؤقت هان دوك-سو بتنفيذ إجراءات طارئة لحماية الشركات المتضررة، خاصة في قطاع السيارات.
أما الصين، فقد التزمت الصمت حتى الآن، رغم انتقاداتها السابقة لهذه السياسات.

تحذير أمريكي: “لا تنتقموا”

في المقابل، حذر وزير المالية الأمريكي سكوت بيسنت الدول الأخرى من الرد على الرسوم، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد أكبر.
قال بيسنت:
“نصيحتي هي عدم الرد بانتقام. إذا لم يحدث ذلك، فإن هذه الرسوم ستبقى في أعلى مستوياتها.”

انهيارات في الأسواق المالية

أدت الرسوم الجديدة إلى هزة في الأسواق المالية العالمية، حيث تراجعت مؤشرات البورصة بشكل كبير:

• ناسداك: تراجع بنسبة 4%.

• S&P 500: انخفاض بنسبة 3.5%.

• نيكي (اليابان): تراجع بنسبة 2.3%.

• شركات تقنية كبرى مثل آبل، أمازون، إنفيديا تعرضت لانخفاضات حادة.

• ارتفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي.

ترامب تحت الانتقاد: “أكبر زيادة ضريبية في تاريخ السلام الأمريكي”

انتقد مايك بنس، نائب الرئيس السابق، هذه الرسوم، مشيرًا إلى أنها تمثل “أكبر زيادة ضريبية في تاريخ الولايات المتحدة خلال فترة السلام”، محذرًا من أن تكلفتها ستصل إلى 3,500 دولار سنويًا للأسر الأمريكية.

ما التالي؟

مع تزايد الانتقادات الدولية والارتباك في الأسواق المالية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستصمد الدول أمام هذه الرسوم أم تتجه نحو تصعيد تجاري أكبر؟
يبقى العالم في حالة ترقب، بينما تنتظر الدول نتائج المفاوضات مع الولايات المتحدة لضمان استقرار اقتصادي عالمي.