دال ميديا: شهدت بورصة ستوكهولم صباح الاثنين انخفاضاً حاداً بنسبة تقارب 8%، في تراجع غير متوقع نجم عن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة تستهدف التجارة العالمية.
تأثير مباشر للسياسات الأمريكية
يصف ألكسندر نورين، المعلق الاقتصادي في قناة SVT، ما حدث بأنه “حمام دم في البورصة”، مشيراً إلى أن السوق لا يكذب حين يعكس حجم الضرر الاقتصادي المتوقع بسبب هذه السياسات.
وقال نورين: “الأسواق المالية دائماً تتفاعل مع الأزمات الاقتصادية الكبرى، وما قدمه ترامب من رسوم جمركية فاق التوقعات، مما أدى إلى هذا الانهيار.”
توقعات بتحسن أم استمرار الأزمة؟
رغم هذا التراجع الكبير، يشير نورين إلى أن هناك احتمالين يمكن أن يساهما في عودة الأسواق إلى الصعود:
-
تصريحات تهدئة من ترامب: قد يؤدي تغيير في الخطاب الأمريكي نحو لهجة أكثر اعتدالاً إلى انتعاش الأسواق.
-
نجاح الاتحاد الأوروبي في المفاوضات: إذا تمكنت دول الاتحاد الأوروبي من التعامل بذكاء مع ترامب في المفاوضات التجارية، فقد تتحسن الأوضاع.
وقال نورين: “يجب أن يلعب الاتحاد الأوروبي أوراقه بحذر في هذا الوضع الذي يشبه لعبة البوكر مع ترامب.”
لماذا حدث هذا الانهيار؟
تسبب إعلان ترامب في 2 أبريل عن رسوم جمركية جديدة في حالة من الذعر في الأسواق المالية العالمية. وشهدت بورصة ستوكهولم انخفاضاً بنسبة 8% في بداية التداول، قبل أن تستعيد بعضاً من خسائرها لتصل إلى تراجع بنسبة 6% بعد ساعة واحدة فقط.
ما يجب على المستثمرين فعله؟
يؤكد نورين أن الذين تأثروا بشكل كبير من هذا الانهيار هم أولئك الذين خططوا لسحب أموالهم قريباً من السوق.
وقال: “الاستثمار في البورصة يجب أن يكون على المدى الطويل. إذا كنت بحاجة إلى أموالك خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن الاستثمار في الأسهم ليس الخيار المناسب.”
وأضاف: “أكبر خطأ يرتكبه المستثمرون هو البيع في حالة الذعر. عندما تنهار الأسواق، يسارع البعض ببيع كل ما لديهم، مما يجعلهم يفوتون فرصة التعافي السريع.”
نصائح للمستثمرين:
-
فكر على المدى الطويل: البورصة ليست مكاناً للادخار القصير الأجل.
-
تجنب البيع العشوائي: لا تدع حالة الهلع تدفعك لبيع استثماراتك بخسارة.
-
راقب التصريحات السياسية: قد تؤدي تصريحات جديدة إلى تغييرات مفاجئة في السوق.
-
تجنب الذعر: غالباً ما تأتي فترة الارتداد بعد الانخفاض، لذا من المهم التحلي بالصبر.
مستقبل الأسواق المالية
في الوقت الذي تراقب فيه الأسواق التطورات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يبقى الوضع غير واضح. قد يكون لهذا الانهيار تداعيات طويلة الأمد إذا استمر ترامب في فرض مزيد من الرسوم دون حلول دبلوماسية.
هل ستكون هذه الأزمة بداية لركود اقتصادي جديد، أم مجرد صدمة مؤقتة في أسواق المال؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
