فضيحة بيئية في السويد: مادة مسرطنة تُكتشف في دم سكان قرب مطار عسكري

دال ميديا: كشفت تحاليل دم أُجريت لعدد من سكان المناطق المجاورة لقاعدة Upplands flygflottilj الجوية شمال مدينة أوبسالا عن مستويات مقلقة من مركبات PFAS الكيميائية، والتي وصلت في بعض الحالات إلى 30 ضعف المعدلات الطبيعية، ما أعاد إلى الأذهان كارثة رونّبي الصحية قبل عقد من الزمن.

وقال ماتياس أوبرغ، اختصاصي السموم في معهد كارولينسكا الشهير، إن النتائج “مقلقة للغاية”، مشيرًا إلى أن الأمر يشير إلى تعرض واضح ومستمر لمواد كيميائية سامة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان وتؤثر على الجهاز المناعي والهرموني.

المياه الملوثة في آبار خاصة وراء الكارثة

تعود بداية القصة إلى عطلة عيد الميلاد الماضية، عندما اكتشفت السلطات أن أربع آبار خاصة قرب القاعدة العسكرية تحتوي على نسب مرتفعة من PFAS – وهي مواد كيميائية مقاومة للماء والدهون، تُستخدم في رغوة إطفاء الحرائق وغيرها من الصناعات.

العديد من أصحاب العقارات في المنطقة بادروا بعد ذلك إلى إجراء تحاليل دم لأنفسهم، والتي كشفت النتائج المفجعة لاحقًا.

“نحن نجد الآن في أوبسالا مستويات من PFAS تشبه تلك التي وُجدت في رونّبي قبل 10 سنوات”، يقول أوبرغ.

قلق شعبي واسع… ودعوات إلى تحرك حكومي

شبكة TV4 نقلت عن عدد من السكان الذين أجروا الفحوصات أنهم يشعرون بالقلق الشديد من التأثيرات الصحية المحتملة. ومن بين المتضامنين معهم، هيرمان أفزيليوس، رئيس جمعية PFAS في كالينغه، التي شهدت بدورها فضيحة بيئية مماثلة قبل أعوام.

“إذا كنت تشرب يوميًا ماء ملوثًا بـPFAS، فإن التركيز في دمك سيرتفع تدريجيًا. وهذا ما حدث تمامًا هنا”، يشرح أفزيليوس.

وأضاف أن عدة أعضاء في جمعيته أصيبوا بأمراض يُشتبه في أن لها علاقة بالتعرض الطويل لـPFAS، مثل السرطان واضطرابات الغدة الدرقية.

ودعا أفزيليوس إلى تدخل عاجل من الدولة، معتبرًا أن ما يحدث “مسؤولية وطنية”، وقال:

“كل ما فعلناه هو شرب ماء كنا نعتقد أنه نظيف وصحي. إذا كان هذا يحدث في عدة مناطق أخرى من السويد، فحان الوقت لتحرك الدولة”.

ما هي مادة PFAS ولماذا تُثير القلق؟

PFAS (المركبات الفلورية والألكيلية) تُعرف أيضًا باسم “المواد الكيميائية الأبدية” لأنها لا تتحلل بسهولة في الطبيعة أو الجسم، وتُستخدم في عشرات المنتجات الصناعية والمنزلية.

أثبتت الدراسات أن بعض أنواعها مرتبطة بـ: