دال ميديا: كشف باحثون من جامعة ستوكهولم عن وجود نوع جديد من الملوّثات الصناعية في دماء مواطنين سويديين لأول مرة داخل الاتحاد الأوروبي، وهي مواد تُعرف باسم SPA – مضادات الأكسدة الفينولية الصناعية.

هذه المواد الكيميائية تُستخدم على نطاق واسع في الصناعات الحديثة، إذ تُضاف إلى العبوات البلاستيكية، الملابس، مستحضرات التجميل وبعض الأطعمة لإطالة عمر المنتجات. لكن الدراسة الجديدة أثبتت أن لها آثارًا ضارة محتملة على الإنسان.

هكذا تم الاكتشاف: أُجريت الدراسة على 30 متبرعًا بالدم (15 رجلًا و15 امرأة) من منطقة ستوكهولم، وأظهرت التحاليل أن جميعهم يحملون آثارًا من مواد SPA في دمهم.
وتعلّق الباحثة جوزفين إنغلهاردت، المؤلفة الرئيسية للدراسة والدكتوراه في العلوم البيئية بجامعة ستوكهولم:

“هذه الدراسة صغيرة، لكنها أول دليل على ارتفاع مستوى تعرض السويديين لهذه المواد، وهو أمر مقلق.”

تركيز مرتفع يفوق PFAS: النتائج أوضحت أن بعض تركيزات مواد SPA في الدم كانت مساوية أو أعلى من تركيز مواد PFASالشهيرة والمعروفة بخطورتها.

لكن على عكس PFAS، فإن SPA ليست موادًا مستعصية على التحلل البيئي، إلا أن انتشارها الواسع في الحياة اليومية يجعل من الصعب تجنّبها.

وتؤكد إنغلهاردت أن بعض هذه المواد مصنّفة ضمن “قائمة الاتحاد الأوروبي للمواد شديدة الخطورة” (المعروفة باسم “قائمة المرشحين – kandidatlistan”)، نظرًا لخصائصها التي قد تشمل:

• تأثيرات هرمونية خطيرة

• تأثير سلبي على القدرة على الإنجاب

• احتمال التسبب بالسرطان أو تغيير الجينات

وتطالب الباحثة باتخاذ خطوات تنظيمية حازمة:

“أفضل سيناريو هو فرض حظر على استخدام SPA في المنتجات على مستوى الاتحاد الأوروبي، ما سيقلل من التعرض لها على الفور.”

هل ستتحرك السلطات؟

أشارت إنغلهاردت إلى أن إدخال هذه المواد ضمن التنظيمات الأوروبية يتطلب مزيدًا من البحث لإثبات مدى سُميّتها وانتشارها.

“إذا استطعنا إثبات أن هذه مشكلة واسعة الانتشار، فسيكون من الأسهل فرض تشريعات – إذا توفرت الإرادة لدى السلطات.”

ما هي قائمة المرشحين؟ (Kandidatlistan)

هي قائمة أوروبية تضم مواد تعتبر خطيرة للغاية إذا احتوت المنتجات على أكثر من 0.1% من أي منها، حيث يحق للمستهلك طلب معلومات عن هذه المواد من المتاجر.

تُدرج المادة في القائمة إذا كانت:

• مسرطنة أو تؤثر على الخصوبة أو تغيّر الجينات

• متراكمة في الجسم أو صعبة التحلل

• ذات تأثيرات هرمونية أو بيئية خطيرة

المصدر: SVT