دال ميديا: في وقت تهيمن فيه أخبار الحروب وتغير المناخ والأزمات الاقتصادية على وسائل الإعلام، يؤكد المحلل الاجتماعي أولوف غرينستروم أن الواقع أكثر تعقيدًا مما يبدو، وأن الكثير من الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، رغم صعوبة رؤية ذلك في زحمة العناوين السلبية.
“الواقع دائمًا مزيج من الجيد والسيئ”، يقول غرينستروم، الذي استُضيف على شاشة قناة TV4، للتعليق على التغطية الإخبارية السائدة.
الأخبار السلبية أكثر جذبًا… لكنها ليست كل الحقيقة
بحسب غرينستروم، من الطبيعي أن ينجذب الإنسان إلى الأخبار السلبية كونها درامية وفورية ومرتبطة بالتهديد، مما يجعلها تحظى باهتمام إعلامي أكبر.
“المحتوى السلبي حقيقي، لكنه ليس الحقيقة الكاملة. كما أن هناك تطورات إيجابية لا تُعد مثيرة بنفس القدر، وبالتالي لا تلقى نفس الاهتمام الإعلامي”، يضيف.
بين التغير المناخي والتقدم البيئي
تطرق غرينستروم إلى تقرير جديد من هيئة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، يشير إلى أن أوروبا هي القارة التي ترتفع فيها درجات الحرارة بسرعة أكبر مقارنة ببقية العالم. لكنه مع ذلك يرى بصيص أمل:
“2025 قد يكون العام الذي تبدأ فيه انبعاثات الوقود الأحفوري بالتراجع. أنا لا أقول إن الوضع جيد، لكن يبدو أننا بدأنا في التحرك بالاتجاه الصحيح”، يقول غرينستروم.
تطورات صحية إيجابية على مستوى العالم
وأشار المحلل إلى أن هناك مجالات كثيرة شهدت تحسنًا كبيرًا على مستوى العالم، لا سيما في القطاع الصحي، حيث أصبحت اللقاحات أكثر انتشارًا، ما أدى إلى انخفاض كبير في عدد الوفيات الناتجة عن أمراض كانت قاتلة في الماضي.
تأثير هانز روسلين: التفاؤل الواقعي
غرينستروم سبق له العمل مع الطبيب والباحث الراحل هانز روسلين، الذي عُرف بتحليلاته القائمة على البيانات لتقديم صورة أكثر توازنًا عن التغيرات في العالم.
“العمل مع روسلين كان له أثر بالغ عليّ. لقد ألهمني أن أرى الصورة الكاملة، وأن أُدرك أن العالم ليس أبيض أو أسود، بل دائمًا في منطقة رمادية بينهما”، يقول غرينستروم.
ويضيف: “روسلين لم يكن متفائلًا بشكل أعمى، بل كان يرى التحديات بوضوح، لكنه كان حريصًا على إظهار التقدم أيضًا”.
خلاصة القول
يرى غرينستروم أن تركيز الإعلام على الأخبار السلبية لا يعني أن العالم يزداد سوءًا. بل إن هناك تقدمًا مستمرًا في عدة مجالات، لكن طبيعة التغطية الإعلامية، وردود فعل البشر تجاه الخطر، تجعل من الصعب رؤية الصورة الكاملة.
“عقل الإنسان يبحث دائمًا عن الثنائيات: الخير والشر، الإيجابي والسلبي. لكن الحقيقة أن العالم غالبًا ما يقع في منطقة بين الاثنين”، يختم غرينستروم حديثه.