دال ميديا: لا تزال الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على السيارات الأوروبية قائمة حتى اليوم، وذلك في محاولة لوقف ما يراه “اختلالًا في الميزان التجاري” بين الولايات المتحدة وأوروبا، وخاصة ألمانيا.
السبب؟ حسب ترامب، فإن الأوروبيين يرفضون شراء السيارات الأميركية، في الوقت الذي تبيع فيه ألمانيا ملايين المركبات من علامات مثل مرسيدس وبي إم دبليو وأودي إلى السوق الأميركي.
“سياراتكم لا تناسب شوارعنا!”
لكن الخبراء الألمان يردّون بوضوح: المشكلة ليست في القيود التجارية بل في أن السيارات الأميركية ليست ملائمة لأوروبا. فهي ضخمة، تستهلك كميات هائلة من الوقود، وغالبًا لا تتوافق مع المعايير البيئية والتنظيمية للاتحاد الأوروبي.
“سياراتهم تستهلك الكثير من البنزين، والبنزين هنا مكلف جدًا. لذلك، لا نريد هذه المركبات الضخمة”، يقول برنهارد ألبرتس من برلين لقناة TV4 السويدية.
وفي الواقع، تشير الأرقام إلى أن الأميركيين يشترون أربع مرات أكثر من السيارات الألمانية مقارنة بعدد السيارات الأميركية المباعة في أوروبا.
ترامب يطرح “حلًا بديلاً”: فلتشترِ أوروبا الطاقة الأميركية!
ولأن معركة السيارات لا تسير لصالحه، يقترح ترامب الآن حلاً آخر:
أن تقوم دول الاتحاد الأوروبي بشراء ما قيمته 350 مليار دولار من النفط والغاز الأميركي سنويًا — أي ثلاثة أضعاف وارداتها الحالية من الطاقة.
لكن هنا تظهر عدة عوائق:
-
قدرة الإنتاج الأميركي غير مضمونة
-
لا توجد أنابيب لنقل الغاز عبر الأطلسي
-
عدد السفن المتخصصة في نقل الغاز المسال (LNG) محدود
ألمانيا تردّ: الغاز الأميركي ملوّث ومكلف
الرد الألماني على مقترح ترامب كان حازمًا. كلوديا كيمفرت، خبيرة الطاقة في “معهد البحوث الاقتصادية الألماني”، صرحت لقناة TV4:
“ليس من الحكمة أن نزيد اعتمادنا على الغاز الأميركي. فهو باهظ الثمن، ملوث للبيئة، ونحن أصلاً نعتمد عليه بشكل كبير – وهذا الاعتماد يجب أن نقلّصه لا أن نزيده”.
هل يستطيع ترامب قلب الميزان التجاري مع أوروبا؟
يبدو أن طموحات ترامب لتقليص العجز التجاري مع أوروبا ستواجه صعوبات كبيرة، سواء في قطاع السيارات أو الطاقة.
ومع ذلك، هناك نقطة مضيئة لصالح الولايات المتحدة: تفوقها في صادرات الخدمات، وهو المجال الذي لا تزال فيه الولايات المتحدة تحقّق فائضًا كبيرًا أمام الاتحاد الأوروبي.