عاصفة شمسية هائلة قد تضرب الأرض في أية لحظة: خطر عالمي يهدد الإنترنت والمياه والطيران

عاصفة شمسية وشيكة قد تضرب الأرض. Peter Byrne/PA Images/Alamy Stock Photo

دال ميديا: في تحذير علمي يثير القلق، كشف تقرير حديث نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الأرض تواجه تهديداً وشيكاً من عاصفة شمسية ضخمة يمكن أن تضرب كوكبنا في أي لحظة، مسببة كارثة عالمية محتملة تعطل الإنترنت وتوقف أنظمة الأقمار الصناعية، فضلاً عن شلل تام في قطاعات حيوية مثل المياه والطيران.

ووفقًا للعلماء، فإن هذه العاصفة الشمسية، في حال وقوعها، قد تتسبب في توقف محطات معالجة المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ما يؤدي إلى نقص حاد في المياه النظيفة. كما سيتعرض الطعام المحفوظ في الثلاجات والمجمدات للتلف السريع نتيجة فقدان التبريد.

السيناريو الأسوأ: الإنترنت والمياه في خطر

ويقول البروفيسور ماثيو أوينز، أستاذ فيزياء الفضاء في جامعة ريدينغ البريطانية:

“عاصفة شمسية كبيرة قد تُحدث دماراً واسع النطاق. إنها مثيرة من منظور علمي، لكنها مخيفة للغاية لشبكات الطاقة.”

ويضيف أن احتراق محولات الكهرباء سيؤدي إلى انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، مشيراً إلى أن استبدال هذه المحولات قد يستغرق عدة أشهر، مما يعني أن “إعادة تشغيل الشبكة سيكون أمراً بالغ الصعوبة”.

وفي حال غياب الطاقة لفترات طويلة، سيفقد الناس الوصول إلى الإنترنت، كما ستتعطل أنظمة ضخ المياه ومعالجة الصرف الصحي، ما يؤدي إلى أزمات معيشية حادة. ويتوقع الخبراء أن يطال التأثير سلاسل التبريد الغذائية، مما سيجعل من الحصول على الطعام والماء تحدياً يوميًا.

خطر على الطيران والأقمار الصناعية

ويحذر العلماء من أن العاصفة قد تضرب قطاع الطيران بشكل خاص، حيث من المتوقع أن تتأثر أنظمة الاتصالات، وأن يتعرض الطيارون والركاب في الرحلات التي تمر عبر القطبين لجرعات متزايدة من الإشعاع.

كما قد يؤدي النشاط الشمسي المكثف إلى تعطل الأقمار الصناعية وانهيار شبكات الاتصالات والملاحة العالمية، بالإضافة إلى انهيارات محتملة في أسواق المال نتيجة الفوضى المعلوماتية.

تحذير مبكر مدته 18 ساعة فقط

وأشار التقرير إلى أن العلماء لا يملكون حتى اللحظة سوى قدرة محدودة على التنبؤ بالعاصفة، إذ لا يتجاوز الوقت المتاح للتحذير المبكر عن وقوعها 18 ساعة فقط.

الحدث التاريخي: كارثة كارينغتون

وذكّر التقرير بعاصفة “كارينغتون” الشهيرة عام 1859، وهي أقوى عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ. حينها، شوهدت أضواء الشفق القطبي في مناطق استوائية غير معتادة، فيما اشتعلت أجهزة التلغراف وانفجرت شرارات كهربائية ألحقت أضراراً بالمشغلين.

وميض جميل في ظلام الكارثة

ورغم التحذيرات، يرى العلماء أن العاصفة قد تقدم ظاهرة بصرية ساحرة تتمثل في أضواء الشفق القطبي التي قد تُرى بوضوح في معظم أنحاء العالم، وهو الجانب الإيجابي الوحيد في سيناريو كهذا.

خلاصة التحذير العلمي

التحذيرات الصادرة من علماء الفضاء ومراكز الأرصاد الفلكية العالمية تشدد على ضرورة رفع جاهزية البنى التحتية الحيوية والاستعداد لمواجهة أسوأ السيناريوهات، في ظل تنامي النشاط الشمسي خلال الدورة الشمسية الحالية.

فالعالم يقف أمام تحدٍّ كوني قد يفاجئنا دون سابق إنذار، ومفاتيح النجاة تكمن في التخطيط، والوعي، والتعاون الدولي لتقليل الأضرار المحتملة لعاصفة قد تغير مسار الحضارة الحديثة.

المزيد من المواضيع