دال ميديا: كشفت دراسة تحليلية ضخمة هي الأوسع من نوعها، أن القنب الطبي يمكن أن يساهم في تخفيف أعراض مرض السرطان وربما يلعب دورًا في إبطاء تطور المرض، بحسب ما أفاد تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
قاد الدراسة الباحث رايان كاسل، الذي صرح بأن هدف الفريق البحثي كان الوصول إلى “إجماع علمي حقيقي” في مجال طالما كان محاطًا بالجدل والغموض بسبب القيود القانونية على استخدام الحشيش في العديد من البلدان.
تحليل 10 آلاف دراسة سابقة باستخدام الذكاء الاصطناعي
قام الفريق البحثي بمراجعة وتحليل نحو 10,000 دراسة علمية سابقة حول العلاقة بين القنب الطبي والسرطان، وهو عدد يفوق بعشر مرات عدد الدراسات التي تم استخدامها في أي تحليل مماثل سابق.
ومن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، تم تصنيف اللغة والمضامين الواردة في هذه الدراسات إلى فئات إيجابية وسلبية ومحايدة، من أجل تحديد الاتجاه السائد في الأبحاث العلمية.
يقول كاسل: “كنا نتوقع أن تكون النسبة الإيجابية في حدود 55% فقط، لكننا فوجئنا بأنها بلغت 75%، مقابل 25% فقط ذات نتائج سلبية أو غير واضحة”.
نتائج “صادمة” في مجال حساس
الدراسة أوضحت أن الاستخدام الطبي للقنب كان فعّالًا في التخفيف من الأعراض الشائعة المرتبطة بالسرطان، مثل فقدان الشهية، والغثيان، والالتهابات. لكن اللافت أكثر أن نتائج عدد من الدراسات أشارت إلى احتمال امتلاك مركبات القنب القدرة على استهداف الخلايا السرطانية، بل وحتى قتلها ومنع انتشارها.
كاسل وصف هذا التحول المفاجئ في نتائج التحليل بقوله: “إنها درجة صادمة من التوافق العلمي حول موضوع ظلّ لسنوات يعتبر شديد الحساسية”.
تحفظات طبية ودعوات للمزيد من الأبحاث السريرية
رغم نتائج الدراسة الإيجابية، شدد الباحثون على أن الأمر لا يزال بحاجة إلى تجارب سريرية مباشرة على البشر قبل استخلاص استنتاجات قاطعة بشأن قدرة القنب الطبي على وقف تقدم السرطان أو علاجه.
وفي هذا السياق، عبّر الطبيب والأستاذ الفخري في علم الأورام دونالد أبرامز من جامعة كاليفورنيا عن تحفظه، قائلاً: “طوال 42 عامًا من عملي في سان فرانسيسكو، حيث المرضى لديهم إمكانية الوصول إلى القنب الطبي، لم ألاحظ أنه عالج أي حالة سرطان. نعم، هو يخفف من الأعراض، لكن القول إنه علاج نهائي للسرطان أمر بحاجة إلى إثبات سريري واضح”.
مخاطر محتملة وأرقام مقلقة
وفي المقابل، تشير بعض الدراسات الحديثة، مثل دراسة نُشرت عام 2024، إلى أن تعاطي القنب، خصوصًا في أوساط البالغين بشكل غير منظم، قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطانات الرأس والرقبة، بما يصل إلى خمسة أضعاف مقارنة بغير المستخدمين.
خطوة نحو فهم أعمق
تُمثل الدراسة الجديدة خطوة مهمة نحو فهم العلاقة بين القنب الطبي والسرطان، لكنها أيضًا تسلط الضوء على الحاجة الملحّة لمزيد من التجارب السريرية المنظمة والرقابة العلمية الحذرة، قبل أن يصبح القنب الطبي جزءًا رئيسيًا من بروتوكولات علاج السرطان في المستقبل.