تطبيق صيني يغزو هواتف السويديين: “منتجات فاخرة بسعر زهيد” ضمن حرب تجارية عالمية

اعلانات صينية لمنتجات باهظة الثمن بسعر زهيد. tv4

دال ميديا: في خضم تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، باتت سوق التجارة الإلكترونية ميدانًا جديدًا للمواجهة، حيث يشهد السويديون ظاهرة لافتة تمثلت في صعود تطبيق صيني جديد إلى صدارة التطبيقات الأكثر تحميلًا في البلاد، يتيح للمستخدمين شراء منتجات فاخرة بأسعار زهيدة مباشرة من آلاف المصانع الصينية.

وبحسب تقارير إعلامية، يروج العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لمتاجر إلكترونية صينية تدّعي بيع “نفس المنتجات الفاخرة” التي تباع في متاجر الماركات العالمية، ولكن بسعر أقل بكثير. ويظهر في أحد المقاطع المتداولة رجل داخل متجر للحقائب، يؤكد أن المصانع الصينية التي يعملون بها هي نفسها التي تصنّع هذه الحقائب للعلامات التجارية الكبرى، ويضيف:

“نحن من نصنّع حقائب الماركات العالمية. الحرفيون العاملون لدينا هم من يقفون خلف المنتجات الموجودة في متاجر الفخامة”.

تشكيك وتحذير من الخبراء

إلا أن هذه الادعاءات تلقى تشكيكًا واسعًا بين الخبراء. إذ تؤكد الصحفية المتخصصة في مجال الموضة، إميلي داهل، أن مقاطع الفيديو تفتقر إلى أي دليل ملموس يثبت صحة ما يُقال:

“ما يُنشر على تيك توك لا يؤكد بشكل واضح أن هذه المنتجات هي نفسها التي تصنّع للماركات الفاخرة. هناك الكثير من الادعاءات التي يصعب التحقق منها”، تقول داهل في تصريح لقناة TV4.

منصة صينية في صدارة التنزيلات

اللافت أن التطبيق الذي يربط المستخدمين بأكثر من مليون تاجر جملة صيني أصبح اليوم التطبيق الأكثر تحميلاً في السويد، مما يعكس حجم الإقبال الشعبي على هذه النوعية من التسوق الإلكتروني، رغم التحذيرات بشأن أصالة المنتجات ومصدرها.

أداة دعائية في حرب تجارية؟

من جهتها، ترى البروفيسورة جيني بالكوف، المتخصصة في سلوك المستهلك، أن ما يجري ليس مجرد حملة تجارية عادية بل يندرج ضمن صراع أوسع بين القوى الكبرى:

“بحسب علمي، فإن العقود التي تبرمها الشركات الغربية مع المصانع الصينية شديدة الصرامة ولا تسمح أبداً بإطلاق منتجات مماثلة في الأسواق بهذه الطريقة”.

وتضيف أن توقيت هذه الحملة الإعلامية ليس عفويًا، بل يتزامن مع تصاعد حدة الخطاب التجاري بين الصين والولايات المتحدة، حيث تسعى الصين إلى التشكيك في قيمة المنتجات الغربية الفاخرة، وتقديم نفسها كمصدر بديل أرخص وأكفأ.

تشكيك في الثقة العالمية

تقول إميلي داهل إن الحملة الحالية تمثل محاولة صينية لزعزعة ثقة المستهلكين الغربيين:

“هناك هدف دعائي واضح: زرع الشكوك في نفوس المستهلكين بأن المنتجات الغربية ليست مميزة كما يُروّج لها، وبالتالي فتح الطريق أمام الصين للاستفادة من هذا التحول في التوجهات الشرائية”.

وسط هذه المعطيات، تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى أصالة المنتجات المعروضة، وحدود الحرب التجارية الرقمية المتصاعدة، بينما يجد المستهلك نفسه بين الرغبة في اقتناء الفخامة وتكلفة الثقة بها.

المصدر: TV4

المزيد من المواضيع