من حقيبة الظهر إلى فوهة المسدس: عندما تحوّلت المدرسة إلى مسرح للجريمة

صورة للموقع الذي جرى فيه عملية اطلاق النار في المدرسة. SVT

دال ميديا: في صباح الأربعاء الرابع من سبتمبر، فتحت مدرسة ترونغسوند “Trångsundsskolan” أبوابها على يوم دراسي بدا عاديًا. لكن الهدوء لم يدم طويلًا. دقائق فقط بعد بداية الدوام، وبين جدران حمام المدرسة، كانت رصاصة قد انطلقت من مسدس صغير، لتستقر في وجه تلميذ يبلغ من العمر 15 عامًا، أطلقها زميله… زميل بنفس عمره، وبحقيبة ظهر مليئة بالرصاص أكثر من الكتب.

مدير المدرسة، كاج ماجوري، لم يصدق ما حدث. قال بمرارة: “لم يكن هذا السيناريو حاضرًا حتى في أبشع كوابيسي. لم تكن هناك أي مؤشرات، لا شيء ينبئ بأن تلميذًا في هذا السن سيحمل سلاحًا بين دفاتره”.

لكن الحقيقة أن التلميذ لم يكن يعيش حياة عادية، بل حياة مزدوجة. في النهار، تلميذ هادئ على مقاعد الدراسة؛ وفي الليل، مرشح لتنفيذ جريمة قتل مقابل 400 ألف كرونة. نعم، مبلغ كهذا دُفع – وفق ما ظهر لاحقًا في المحاكمة – مقابل تنفيذ مهمة اغتيال.

السلاح الذي تسلّمه لم يجد له مكانًا أفضل من خزانة المدرسة. في تسجيلات صوتية مشفرة تم عرضها أثناء المحاكمة، قال الفتى إنه لم يرغب في إخفاء المسدس في الخارج خشية أن يجده أحد الأطفال، كما لم يجرؤ على تركه في المنزل لأن والدته تنظف كثيرًا، فقرر أن يحتفظ به في خزانته داخل المدرسة.

لم يكن يخجل مما فعله. بل قال بصراحة: “أحب هذا المسدس أكثر من نفسي. أحمله معي خلال التدريبات والمباريات، وحتى خلال اليوم الدراسي”.

قبل أيام قليلة من الحادثة، حاول تجنيد زميله في الصف لتنفيذ عملية القتل. العرض جاء في أثناء رحلة مدرسية. الزميل رفض. لكنه لم ينجُ من المصير المرعب، ففي اليوم الموعود، استدرجه زميله إلى الحمام وأطلق عليه النار في وجهه.

الرصاصة اخترقت الوجه لكنها لم تصب الشريان السباتي. نجا الطالب بأعجوبة، لكنه لم يعد إلى مدرسته منذ ذلك اليوم.

المحكمة استمعت إلى روايتين مختلفتين. الجاني قال إن الطلقة انطلقت بالخطأ. أما الضحية، فأصر على أن ما حدث كان متعمدًا. وفي النهاية، أصدرت المحكمة حكمها: محاولة قتل، والتخطيط لارتكاب جريمة قتل، وحيازة سلاح بطريقة غير قانونية.

العقوبة؟ سنتان وشهران من الرعاية المغلقة داخل مؤسسة مخصصة للأحداث.

لكن ما هو أثقل من العقوبة هو ما تركه هذا الحادث في النفوس. مدير المدرسة قالها بوضوح وصراحة موجعة: “المدرسة لم تعد الملاذ الآمن الذي نظنه. لم تعد تلك الفقاعة الآمنة التي كنا نحب أن نحتمي بها. لقد تغيّر كل شيء”.

اليوم، لا يتساءل أولياء الأمور عمّا إذا كانت المدرسة جيدة أكاديميًا، بل إن كان فيها أجهزة كشف المعادن، وأبواب تُغلق بإحكام، وكاميرات تراقب كل حركة.

المصدر: SVT

المزيد من المواضيع