دال ميديا: في مشهد يبدو وكأنه مستخرج من فيلم مطاردة هوليوودي من الدرجة الثالثة، شهدت طرق مدينة فيستروس في خريف 2024 واحدة من أخطر المطاردات المرورية التي واجهتها الشرطة السويدية.
البداية كانت “كلاسيكية” حسب وصف الشرطة: سيارة مسرعة جدًا، شرطي يُلوّح بالتوقف… والسائق يردّ بالغاز!

لكن هنا ينتهي المعتاد ويبدأ الجنون.

السائق، وهو في منتصف الثلاثينيات من عمره، لا يملك رخصة، ويتعاطى المخدرات، ويقرر أن يتحول إلى صاروخ بشري يسابق قدره على الأسفلت. وصلت سرعته إلى 230 كيلومترًا في الساعة، متجاوزًا السيارات من الحافة، محاذيًا الخنادق، وطار فوق سيارات الأبرياء الذين بالكاد تمكنوا من تفاديه.

أحد ضباط الشرطة كتب لاحقًا في تقريره:

“لم أرَ شيئًا كهذا في حياتي. ثلاث سيارات على الأقل كانت ستنقلب لو لم تكن ردود فعل سائقيها سريعة. الرجل كان يقود كأن الأرواح لا تعنيه.”

الاصطدام… ثم الهروب مجددًا!

عند مدخل إسكيلستونا، يظهر دخان كثيف يملأ الطريق. لقد صدم السائق سيارة BMW وكسر محورها الخلفي بالكامل. السائق الآخر، بملامح لا تصدق، قال لاحقًا:

“لا أعرف كيف بقيت حيًا… كانت لحظة من رعب نقي.”

لكن حتى بعد هذا الاصطدام المدمر، لم تتوقف المطاردة.
السيارة المتسببة بالكارثة استمرت بالسير حتى اصطدمت بالحاجز الحديدي، حينها قفز السائق من مقعده، انتقل إلى الجانب الآخر، وخرج هاربًا على قدميه – كما لو أن في المسألة جائزة لمن يقطع خط النهاية حيًا.

النهاية في الحفرة… والبداية في السجن

لم تكن النهاية بعيدة. في خندق بجانب الطريق، تمكن أحد رجال الشرطة من تثبيت الرجل على الأرض، في مشهد لا ينقصه إلا صيحات الجمهور إن وُجد.

لا سلاح، لا مقاومة… فقط وجه بلا رخصة، وعقل مثقل بالمخدرات، وذاكرة تدّعي النسيان.
قال المتهم خلال الاستجواب:

“لا أتذكر شيئًا تقريبًا.”

وها هي محكمة فاستمانلاند تُصدر حكمها:
ستة أشهر من السجن فقط، بتهم:

• القيادة بتهور جسيم

• القيادة دون رخصة

• القيادة تحت تأثير المخدرات

بين الواقع والمهزلة القانونية

السؤال الذي يطرحه البعض اليوم:
هل يحتاج الأمر إلى جثة فعلية حتى يُحاسب مثل هذا الشخص على جرائمه كما يجب؟
رجل يُطلق الرعب في شوارع كاملة، ينجو بنفسه، ويسبب الأذى للآخرين، ثم يخرج بـ180 يومًا خلف القضبان…
هل هذه العدالة؟ أم فقط مهلة لإعادة شحن بطارية الجنون؟

المصدر: TV4