رسالة دمشق السرية إلى واشنطن: “طبقنا الشروط… والباقي تفاهمات متبادلة!”

رئيس المرحلة الانتقالية السوري أحمد الشرع و وزير الخارجية أسعد الشيباني.

دال ميديا: في خطوة نادرة تكشف ملامح تحرك سياسي خجول وسط الحصار الاقتصادي الخانق، بعثت دمشق برسالة مكتوبة إلى واشنطن تؤكد فيها التزامها بمعظم الشروط الأميركية التي قد تفتح الباب أمام تخفيف جزئي للعقوبات، بحسب نسخة اطلعت عليها وكالة “رويترز”.

ثمانية مطالب… وبعضها مؤجل للنقاش

قبل أسابيع، سلمت الولايات المتحدة قائمة من ثمانية مطالب إلى الحكومة السورية، كان أبرزها:

  • تدمير أي مخزون متبقٍ من الأسلحة الكيماوية.

  • ضمان عدم منح أجانب مناصب قيادية في الحكم.

  • وقف دعم الفصائل الفلسطينية.

  • التعاون في البحث عن أميركيين مفقودين، أبرزهم الصحفي أوستن تايس.

ورغم تعقيد بعض الشروط، تقول دمشق في رسالتها إنها استجابت لغالبية المطالب، وتدعو إلى مزيد من التفاهمات المتبادلة حول البنود الأكثر حساسية.

ماذا جاء في رسالة سوريا؟

الرسالة، التي لم يُكشف عنها سابقًا، تضمنت عدة التزامات أبرزها:

  • إنشاء لجنة خاصة لمراقبة الفصائل الفلسطينية داخل سوريا.

  • تعليق منح الرتب العسكرية للمقاتلين الأجانب في الجيش السوري.

  • التعهد بإنشاء مكتب اتصال خاص بملف الصحفي الأميركي المفقود.

  • التأكيد على أن سوريا لا تشكل تهديدًا لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل.

كما تعهدت دمشق بتعزيز تعاونها مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وهو ملف طالما كان سببًا رئيسيًا في العقوبات الغربية المفروضة عليها.

ماذا عن المطالب الشائكة؟

رغم الإيجابية الظاهرة، بقيت بعض النقاط معلقة أو مبهمة، مثل:

  • إبعاد جميع المقاتلين الأجانب.

  • منح واشنطن الضوء الأخضر لتنفيذ ضربات لمكافحة الإرهاب داخل الأراضي السورية.

في هذه القضايا، طالبت دمشق بجلسات تشاورية أوسع قبل الالتزام.

واشنطن: ندرس الرد… لكن لا تطبيع قريبًا

متحدث باسم الخارجية الأميركية أكد أن الرد السوري وصل رسميًا، مضيفًا:

“نقوم بتقييم الرد، لكن نؤكد أن أي تطبيع محتمل سيعتمد بالكامل على أفعال السلطات السورية، لا أقوالها.”

ولفت إلى أن واشنطن لا تعترف بالحكومة السورية الحالية كسلطة شرعية، مما يجعل أي تقدم مستقبلي مشروطًا بخطوات عملية ملموسة.

انفراجة اقتصادية مشروطة… أم مراوغة سياسية؟

في ظل معاناة اقتصادية طاحنة مستمرة منذ أكثر من 14 عامًا، تبدو دمشق حريصة على إظهار قدر من المرونة.
لكن، في لعبة شد الحبال هذه، تبقى كل ورقة على الطاولة رهينة التنفيذ الحقيقي لا الوعود المكتوبة.

حتى إشعار آخر، تدور المفاوضات بين وعود ثقيلة وظروف أشد قسوة… بانتظار من ينكسر أولًا.

المزيد من المواضيع