دال ميديا: تخيل عصابة إجرامية إلكترونية يقودها طفل عمره 14 عامًا، تضع خططًا للقتل والخطف والتفجير… لا، هذا ليس فيلمًا على نتفليكس. إنها السويد، صيف 2024.
في قلب التحقيقات الجارية حاليًا بمحكمة مالمو، تقف مجموعة من الأطفال تحت سن الـ15 متهمين بجريمة تقشعر لها الأبدان: قتل رجل يبلغ من العمر 56 عامًا داخل منزله في بلدة سكوروپ، في هجوم يُعتقد أنه انتقامٌ من ابنه البالغ، بسبب فشل الأخير في تنفيذ عملية اغتيال كلّفه بها أحد عناصر شبكة “فوكس تروت” الإجرامية.
أطفال ينفذون القتل… وعبر الشات يعلنون قيادتهم لعصابة
من بين المتهمين، فتى يبلغ 14 عامًا أطلق على نفسه وعلى مجموعته لقب “إيسكالّا غرابّار” (IKG) – الفتية الجليديون، وأسّس ما يشبه “تنظيمًا إلكترونيًا” عبر تطبيقات التواصل، يوزع فيه الأدوار، ويخطط لعمليات إطلاق نار وتفجير وخطف.
في هاتف أحد الفتية، عثرت الشرطة على صور له وهو يحمل سلاحًا رشاشًا ويبتسم بفخر، بينما تظهر المحادثات بينهم كيف كانوا يراقبون موقع الضحية قبل تنفيذ الجريمة في 10 أغسطس 2024.
المدعي العام توماس أولفمير وصف القضية بأنها “على الحافة بين خيال طفولي مرعب وواقع دموي”، مضيفًا: “نعم، قد يكون من الصعب تصديق أن أطفالًا يديرون عصابة، لكن شخصًا قُتل بالفعل، والمزيد من الجرائم كانت على الطريق.”
الشرطة: الجريمة المنظمة تُجنّد الأطفال بلا رحمة
قائدة الشرطة الوطنية، بيترا لوند، دقت ناقوس الخطر قائلة:
“من الرهيب والمخيف أن تستغل الشبكات الإجرامية أطفالًا بهذه الطريقة. هم لا يدركون عواقب ما يفعلون.”
وتتابع:
“يجب أن يستيقظ المجتمع بأكمله. هذا ليس انحرافًا فرديًا، بل ظاهرة تتمدد في كل زاوية.”
من “بيبي غانغسترز” إلى “الفتية الجليديين”
المحاكمة التي انطلقت يوم الأربعاء في محكمة مالمو، تضم أربعة فتيان – اثنان منهم يواجهان تهمة القتل والشروع في القتل، واثنان آخران متهمان بالمساعدة في تنفيذ الجريمة. جميعهم دون السن القانوني للعقوبة (15 عامًا)، ويُحاكمون وفقًا لإجراءات خاصة تُعرف بـ bevistalan.
كما تتناول القضية محادثات رقمية مع طفل آخر يبلغ 13 عامًا من منطقة أخرى في السويد، كلّفته العصابة بعملية قتل أخرى لم تُنفذ.
مستقبل العدالة… تحت التهديد؟
ربما لا تزال العدالة قادرة على التحقيق، لكن من الواضح أن بعض الفتيان في السويد اليوم سبقوا أعمارهم – لا في النضج، بل في فن القتل المأجور. وفيما يختبئ “الكبار” خلف الشاشات، يرسل الأطفال لتنفيذ الأوامر، ويعودون إلى المدرسة بعد كل مهمة، وكأن شيئًا لم يكن.
المصدر: SVT