توجه الناخبون الفرنسيون اليوم الأحد لصناديق الاقتراع في جولة ثانية من انتخابات الرئاسة للحسم في ما إذا كان الرئيس إيمانويل ماكرون سيحتفظ بمنصبه أم ستطيح به مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، فيما قد يشكل زلزالا سياسيا.
يدلي الفرنسيون بأصواتهم اليوم الأحد 24 أبريل/ نيسان، لانتخاب رئيسهم المقبل ويختارون كما في 2017، بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومنافسته القومية مارين لوبن في اقتراع تبدو نتائجه حاسمة لمستقبل البلاد. وبينما بدأت بعض أقاليم ما وراء البحار والفرنسيون في الخارج التصويت السبت، افتتحت مراكز الاقتراع في البر الرئيسي أبوابها الساعة السادسة صباحا (توقيت غرينتش). وأمام الفرنسيين خيار تاريخي: إما التجديد للرئيس المنتهية ولايته أو انتخاب أول امرأة وأول زعيم لليمين المتطرف يتربع على عرش الإليزيه ما سيحدث صدى خارج الحدود الفرنسية على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة في عام 2016.
وستمثل إعادة انتخاب ماكرون (44 عاما) الاستمرارية وإن تعهد الرئيس بجعل البيئة في صميم عمله. أما وصول لوبن (53 عاما) على رأس قوة نووية مع مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، فسيكون بمثابة زلزال من حيث حجمه، خصوصا في سياق حرب على أبواب أوروبا. وكشفت آخر استطلاعات للرأي أن ماكرون سيفوز في الدورة الثانية التي تشكل نسخة ثانية من تلك التي جرت في 2017، بفارق أقل من الذي سجل قبل خمس سنوات عندما حصل على 66 في المئة من الأصوات مقابل 33.9 لمنافسته، ليصبح أصغر رئيس للجمهورية بعمر 39 عاما.
ويخشى كلا من المعسكرين امتناع ناخبيه عن التصويت لا سيما في هذه الفترة من العطلات المدرسية الربيعية في كل أنحاء البلاد.
وتأثرت الحملة الانتخابية إلى حد كبير بالأزمة الصحية ثم الحرب في أوكرانيا التي كانت لهما تداعيات على القدرة الشرائية وخصوصا أسعار الطاقة والغذاء.
وستعطي نسبة المشاركة أول مؤشر على تعبئة الناخبين البالغ عددهم 48.7 مليونا. وتودد المتنافسان لناخبي المرشح اليساري المتشدد جان لوك ميلانشون الذي جاء في المركز الثالث في الدورة الأولى التي جرت في العاشر من نيسان/ أبريل، بعد لوبن، وحصل على نحو 22 في المئة من الأصوات. ولجذب ناخبي ميلانشون وعدت مارين لوبن بحماية الفئات الأضعف، بينما انعطف إيمانويل ماكرون إلى اليسار متعهدا جعل البيئة في صميم عمله.
وكشفت المناظرة التلفزيونية مساء الأربعاء بين المرشحين المؤهلين للدورة الثانية الاختلاف العميق في مواقفهما بشأن أوروبا والاقتصاد والقوة الشرائية والعلاقات مع روسيا والمعاشات التقاعدية أو الهجرة. وأيا يكن الفائز، قد تصبح الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في حزيران/ يونيو أشبه بـ \”دورة ثالثة\” إذ من الصعب لكل من لوبن وماكرون الحصول على أغلبية برلمانية.
وعبّر ميلانشون أيضا عن طموحه في أن يصبح رئيسا للوزراء وبالتالي فرض تعايش، آملا في تصويت كبير لنواب حزبه \”فرنسا المتمردة\” الذي بدأ أساسا مفاوضات مع التشكيلات اليسارية الأخرى.
في سياق متصل، دعت عدة منابر إعلامية فرنسية الناخبين إلى إبقاء إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه. وتساءلت صحيفة \”لو باريزيان\” اليومية عما إذا كان ، في ضوء الحرب في أوكرانيا، \”من المناسب التصويت لمرشحة شعبوية ستؤدي، برغبتها في الانفصال عن الماضي ، إلى تفاقم هذه الأزمة الكبرى\”. وحذرت صحيفتا \”لوموند\” و \”لوفيغارو\” اليوميتان المحافظتان من تهاون الناخبين على ضوء تقدم ماكرون في استطلاعات الرأي. وكتبت لوموند \”هناك طريقة واحدة فقط للمساعدة في منع مرشحة حزب اليمين المتطرف، مارين لوبان، من الوصول إلى السلطة يوم الأحد: التصويت لصالح منافسها إيمانويل ماكرون\”.