كشف التلفزيون السويدي SVT، من خلال إجراء تحقيق خاص بأن بعض من أئمة المسلمين الشيعة في عدد من مناطق السويد، يعملون على تزويج عدد من النساء فيما يسمى بـ “زواج المتعة”. مقابل مبالغ مالية محددة يتفق عليها الطرفان مسبقاً بهدف ممارسة الجنس لفترة زمنية مؤقتة، حيث تترواح هذه الفترات بين شهر أو يوم أو حتى ساعة واحدة. وكشف التقرير ان أولئك الأئمة يتقاضون مبالغ مالية ضخمة مقابل عمليات الزوج هذه.
زواج المتعة وبحسب ما جاء في التحقيق الصحفي، هو عُرف شيعي يؤيده عدد من مشايخ المذهب الشيعي، بينما يدينه أخرون ويطلقون عليه اسم الدعارة بأسم الدين.
وبحسب ما جاء في التحقيق، فإن منظمة التجمعات الشيعية الإسلامية جمّدت عضوية بعض الجمعيات بعد إجراء هذا التحقيق. فيما قالت رئيسة الشرطة في مالمو بيترا ستينكولا “لو كنت رئيسة التحقيق الأولي، لأعددت تقريراً عن الاتجار بالبشر”.
هذا وكان اثنين من العاملين في التلفزيون السويدي، رجل و امرأة، و باسماء وهمية وكاميرات خفية، اتصلوا بعدد من الأئمة الشيعة في جميع انحاء السويد، حيث تظاهرت المرأة انها تعاني من ضائقة مالية ولا تستطيع إعالة نفسها.
وقد تواصلوا مع 26 ممثلاً دينياً من أصل أكثر من 60 تجمعاً إسلامياً شيعياً في السويد، لمعرف مدى انتشار هذه الظاهرة.
عندما تواصلوا مع مركز الإمام علي، الإسلامي في منطقة ييرفيلا Järfälla ، و يعتبر أكبر مسجد شيعي في السويد، قال الرجل إنه مستعد لدفع عشرين الف كرونا سويدية مقابل “زواج المتعة” لمدة شهرين. وتكلفة مراسم الزواج 1500 كرونة.
وتحدث معدو التحقيق الذي حمل عنوان “شراء الجنس باسم الله” مع عدد من النساء اللواتي تحدثن عن تجاربهن الخاصة، قالوا ان رجال دين شيعة مسؤولون عن هذا الشكل من الزواج.
اسماء وهمية وكاميرات خفية
وتحدثت موظفة التلفزيون باسم وهمي مع 14 ممثل ديني وتظاهرت بأنها في ضائقة مالية، ولجأت إلى رجال دين من أجل لزواج محدد المدة مقابل المال. وقالت إنها لا ترغب في الزواج لكنها مضطرة لأنها لا ترى مخرجاً آخر لسداد ديونها. اما الرجل فقد تحدث الى آخرين طلباً زواج متعة.
وفي المجموع، كان هناك 15 ممثلاً عن تجمعات شيعية، جاهزاً لتقديم المساعدة للرجال والنساء في اجراء معاملة زواج المتعة لموظفي SVT من الذكور والإناث. وحتى أبدى بعضهم اهتماماً شخصياً بصفقة الزواج هذه. في حين توسط آخرون لإيصال النساء برجال غريبين. بينما قال سبعة من الذين تم الاتصال بهم إنهم يعرفون الترتيب لكنهم لا يريدون أو لا يستطيعون المساعدة.
ومن بين الممثلين الـ14 الذين تحدثت إليهم المرأة، قال 4 منهم بوضوح إن ذلك غير مقبول على الإطلاق. وأسماها بعضهم دعارة. وكتب أحدهم في رسالة لها “مرحباً أختي. ما تريدين القيام به غير قانوني في السويد وغير مقبول في المجتمع وغير قانوني في الإسلام. يحظر بيع جسمك. أعانك الله. للأسف لا أستطيع مساعدتك”.
وقد تواصل التلفزيون السويدي مع الشرطة و القضاء السويدي، واكدوا انه من الممكن ان يكون زواج المتعة، وبحسب قوانين السويد، يشكل جرماً يعاقب على القانون، سواء بالنسبة لأولئك الذين يدفعون أو لرجال الدين الذين ينظمون العملية وبالتالي يخاطرون بالترويج لشراء الجنس.
التجمعات الشيعية التي خصها التحقيق، هي مسجلة في المنظمة الجامعة للتجمعات الشيعية الإسلامية في السويد. وتلقت في المجموع أكثر من 14 مليون كرون في شكل منح حكومية ومنح من البلديات على مدى السنوات الثلاث الماضية.
في هذا الصدد قال رئيس المنظمة حيدر إيراهيم “نحن نأخذ الأمر على محمل الجد. أولئك المذنبون يجب ألا يبقوا معنا. كما نناقش مع هيئة SST (الهيئة السويدية لدعم المجتمعات الدينية) المنح المالية وما يجب القيام به تجاههم. على الأقل يجب تجميد المنحة لحين نصل إلى نتيجة”.
يقول حيدر إبراهيم ، رئيس الطوائف الإسلامية الشيعية في السويد، أن جميع الجمعيات التي أساءت التصرف، تم تجميد عضويتها في الطوائف الإسلامية الشيعية في السويد على الفور. كما تم إيقاف مساهمتهم المالية. كما تم فتح تحقيق داخلي وتم منع جميع رجالات الدينيين الذين أسائوا التصرف، من إلقاء محاضرات أو المشاركة في الجمعيات الإسلامية الشيعية الأعضاء حتى اكتمال التحقيق.
المصدر: SVT