من داخل القصر إلى موسكو.. شهادة مثيرة لنجل بشار الأسد عن “الهروب الكبير”!

حافط بشار الأسد. صورة من: picture alliance/dpa/G. Ismar

دال ميديا: في تطور مفاجئ، ظهر منشور منسوب إلى حافظ الأسد، نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يكشف عن اللحظات الأخيرة قبل مغادرة العائلة الحاكمة لدمشق بعد الانهيارات العسكرية المتلاحقة. المنشور الذي أثار عاصفة من الجدلتم حذفه بسرعة من منصة إكس، مع تعليق الحساب دون أي توضيح رسمي، مما زاد من حالة الغموض حول مصداقيته.

تفاصيل الساعات الحاسمة قبل سقوط النظام

بحسب المنشور، الذي تداولته منصات عدة قبل حذفه، لم يكن هناك أي خطة مسبقة للهروب من سوريا، ناهيك عن مغادرة دمشق. وأكد حافظ الأسد أن الظروف التي مرت بها البلاد على مدى 14 عامًا كانت أكثر صعوبة من تلك التي شهدتها نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر، مشيرًا إلى أن من كان يريد الهروب لكان قد فعل ذلك منذ سنوات، لا سيما في فترة حصار دمشق والقصف العنيف الذي شهدته العاصمة.

وفي محاولة لنفي الإشاعات حول مغادرة العائلة في الأيام الأولى من الانهيار، كشف حافظ الأسد أنه كان في موسكو منذ 20 نوفمبر لمتابعة دراسته، بينما كانت والدته أسماء الأسد هناك أيضًا لاستكمال علاجها بعد عملية زرع نقي العظم. وأضاف أنه كان من المفترض أن يبقى لفترة أطول، لكنه عاد إلى دمشق يوم 1 ديسمبر بسبب التوتر الأمني المتزايد، في حين بقيت والدته وشقيقته زين في موسكو.

لكن الأحداث تسارعت بشكل دراماتيكي يوم 7 ديسمبر، حيث بدأت الشائعات تنتشر عن فرار العائلة، وهو ما دفع حافظ الأسد إلى التقاط صورة له في حديقة النيربين بحي المهاجرين ونشرها عبر إنستغرام لإثبات وجوده في دمشق. إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة بعد ورود أنباء صادمة عن انسحاب الجيش من حمص، بعد أن كان قد انسحب سابقًا من حماة وحلب وريف إدلب، مما مهّد لانهيار الجبهات بالكامل.

دور الروس في عملية الإجلاء

مع ازدياد الفوضى، وصل مسؤول روسي إلى منزل الرئيس الأسد في حي المالكي بعد منتصف ليل 8 ديسمبر، وأبلغه بضرورة الانتقال فورًا إلى اللاذقية. وهنا بدأت العائلة استعداداتها للخروج، حيث غادروا نحو مطار دمشق الدولي في الساعات الأولى من الفجر، وكان المطار شبه مهجور من الموظفين، بما في ذلك برج المراقبة. عند وصولهم، كان ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق، في انتظارهم، لتقلع بهم طائرة عسكرية روسية متجهة إلى قاعدة حميميم في اللاذقية.

لكن حتى في اللاذقية، لم تكن الأمور مستقرة، إذ تعرضت القاعدة لهجوم مكثف بطائرات مسيرة، وانقطعت الاتصالات مع القيادات العسكرية، مما جعل البقاء هناك محفوفًا بالمخاطر. ومع انسحاب الوحدات العسكرية المكلفة بحماية القاعدة، اتخذت موسكو قرارها النهائي بإجلاء العائلة إلى روسيا، حيث أقلعت طائرة عسكرية روسية تحمل الرئيس السابق وعائلته إلى موسكو ليل الأحد 8 ديسمبر.

الغموض يلف المنشور وردود فعل متباينة

رغم حذف المنشور بسرعة من إكس، أكدت الصحفية الكندية الأمريكية إيفا كارين بارتليت، المعروفة بتأييدها لنظام الأسد، أن الحساب كان حقيقيًا وليس مزيفًا، زاعمة أنها كانت على اتصال مباشر مع حافظ الأسد قبل أن ينشئ حسابه على المنصة.

لكن انتشار هذه المعلومات أثار موجة من الغضب والتشكيك، حيث اعتبرها البعض محاولة لتبرير الهروب السريع لعائلة الأسد بعد انهيار قوات النظام، بينما رأى آخرون أن هذه التفاصيل تكشف مدى الضغوط الروسية التي تعرض لها الأسد لإجباره على مغادرة البلاد.

ماذا بعد؟

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن سوريا مقبلة على مرحلة غامضة، حيث تسعى الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع لإعادة ترتيب الأوراق وإيجاد مخرج سياسي للأزمة، بينما تواصل روسيا فرض سيطرتها على الأرض. لكن الدور التركي قد يكون العقبة الأكبر أمام أي تسوية، حيث تحاول أنقرة إفشال أي تفاهمات جديدة بين الأكراد ودمشق، في ظل غموض الموقف الدولي تجاه مستقبل سوريا.

هل ستكون هذه الرواية نهاية عهد آل الأسد، أم مجرد بداية جديدة في المنفى الروسي؟ لا يزال المستقبل مفتوحًا على جميع السيناريوهات.

المزيد من المواضيع