دال ميديا: مع تصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، أكدت تقارير أن الصين باتت أكثر استعدادًا لمواجهة أي تصعيد في الحرب التجارية مقارنة بعام 2018، عندما فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رسومًا جمركية صارمة على السلع الصينية.
“لن نتراجع”.. استراتيجية جديدة لمواجهة الضغوط الأمريكية
وفقًا لما نقلته إذاعة Ekot السويدية عن الخبيرة في الشؤون الصينية جينيفر تشو، فإن الصين تعلمت من تجربتها السابقة مع ترامب، وعملت على تطوير “صندوق أدوات” مليء بإجراءات مضادة لا تقتصر فقط على فرض رسوم جمركية انتقامية على البضائع الأميركية.
وأضافت تشو: “كما نرى، بكين لا تنوي التراجع هذه المرة”، مشيرة إلى أن القيادة الصينية طورت استراتيجيات جديدة للدفاع عن اقتصادها وتعزيز استقلالها الصناعي والتكنولوجي.
ما هي الأسلحة التي تمتلكها الصين في هذه الحرب؟
في حين أن الإجراءات التقليدية كانت تقتصر على فرض تعريفات جمركية متبادلة، تشير التقارير إلى أن الصين وسعت خياراتها في المواجهة الاقتصادية، ومن بين أبرز الأدوات التي قد تلجأ إليها:
- الحد من صادرات المعادن النادرة، وهي مواد أساسية في صناعة التكنولوجيا المتقدمة والدفاعية في الولايات المتحدة.
- تشديد اللوائح على الشركات الأميركية العاملة في الصين، ما قد يؤثر على شركات كبرى مثل آبل، تسلا وكوالكوم.
- تعزيز التحالفات الاقتصادية مع الدول الناشئة، مثل روسيا والهند ودول جنوب شرق آسيا، لتقليل الاعتماد على الأسواق الغربية.
- دعم الشركات المحلية لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية، في قطاعات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.
ماذا يعني ذلك للولايات المتحدة؟
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية وتصاعد الخطاب السياسي حول السياسات الاقتصادية تجاه الصين، يبدو أن أي خطوة جديدة لفرض رسوم جمركية أميركية إضافية أو فرض قيود على التكنولوجيا الصينية قد تقابل برد أقوى من بكين هذه المرة.
في ظل هذه التطورات، قد يجد المستثمرون والشركات العالمية أنفسهم في وضع صعب، حيث تصبح التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم أكثر اضطرابًا وتعقيدًا، مما قد يؤثر على سلاسل التوريد العالمية وأسعار السلع التكنولوجية والمواد الخام.
هل نحن أمام جولة جديدة من الحرب التجارية؟
بينما لم يتم الإعلان رسميًا عن تصعيد جديد، تشير كل الدلائل إلى أن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي إذا واجهت ضغوطًا أميركية إضافية. والسؤال الكبير الآن: هل ستكون المواجهة القادمة اقتصادية فقط، أم أنها قد تتطور إلى صراع جيوسياسي أكبر؟