بعد سنوات من التعهدات.. هل يصبح COP16 الفرصة الأخيرة لحماية الأرض؟

صورة من الأرشيف لمؤتمر COP15. © Julian Haber, CC 2.0

دال ميديا: تُستأنف اليوم أعمال مؤتمر الأمم المتحدة حول التنوع البيولوجي (COP16) في روما، بعد انهيارها في كولومبيا العام الماضي دون تحقيق تقدم ملموس، مما أثار مخاوف من انتكاسة جديدة لجهود حماية الأنواع المهددة والنظم البيئية.

من اتفاق تاريخي إلى مأزق سياسي

في عام 2022، نجحت الدول في مونتريال بالتوصل إلى اتفاق عالمي لوقف فقدان التنوع البيولوجي بحلول 2030، مما اعتُبر انتصارًا بيئيًا كبيرًا. ولكن مع فشل مفاوضات كالي بكولومبيا في نوفمبر 2024، والتي لم تسفر عن تمويل واضح أو خطة تنفيذية، يرى الخبراء أن الوضع البيئي يواجه نكسة خطيرة.

في تصريح لقناة svt، يعبر توربيورن إيبرهارد، الباحث في مركز التنوع البيولوجي بجامعة الزراعة السويدية، الذي شارك في مفاوضات 2022، عن قلقه من التأخير المستمر في تنفيذ التعهدات قائلا: 
“أزمة الطبيعة لا تحتمل الانتظار. كل شهر وكل عام من الجدل بدلاً من العمل الميداني له عواقب وخيمة.”

التوترات الدولية تعرقل التعاون

يجري الاجتماع الحالي في ظروف عالمية متوترة، حيث تشكل الأزمات الجيوسياسية، خاصة الحرب في أوكرانيا، تحديات كبيرة أمام التعاون الدولي. ويؤكد إيبرهارد أن المناخ السياسي يؤثر بشكل مباشر على المفاوضات:
“الصراعات الدولية تجعل الدول أكثر انغلاقًا على نفسها، حيث يركز الكثيرون الآن على الأمن والدفاع بدلاً من التعاون البيئي.”

تراجع مقلق في الحياة البرية

أظهر تقرير WWF Living Planet Report 2024 أن عدد الكائنات الفقرية البرية – من الزواحف والبرمائيات إلى الثدييات والطيور – انخفض بنسبة 73% منذ عام 1970، وهو مؤشر خطير على تدهور النظم البيئية.

تحذر أنكين ليونغمان، رئيسة السياسات في الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، من أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة سيؤدي إلى تكلفة بيئية واقتصادية باهظة في المستقبل:
“إذا لم نتحرك الآن، فإن التدابير المطلوبة لاحقًا ستكون أكثر تعقيدًا وأكثر تكلفة.”

هل يتم إنقاذ الاتفاقية قبل فوات الأوان؟

مع ثلاثة أيام فقط للمفاوضات، يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد توافق عالمي حول آليات التمويل والتطبيق. ويأمل المراقبون أن لا ينتهي COP16 إلى فشل جديد قد يؤجل الجهود الدولية لحماية التنوع البيولوجي، وهو أمر قد تكون عواقبه كارثية على الكوكب.

المزيد من المواضيع