في أول زيارة له منذ عقد: أوجلان يضع خارطة طريق لإنهاء الصراع الكردي التركي

مطالب بحل سلمي للصراع الكردي التركي. صورة أرشيفية (رويترز).

دال ميديا: في تطور سياسي بارز، أبلغ عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني والمعتقل منذ 25 عامًا في سجن مشدد الحراسة على جزيرة إيمرالي، وفدًا من حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” خلال زيارته له أمس (السبت) أنه يعتبر تعزيز الأخوة التركية الكردية “مسؤولية تاريخية”، مؤكداً استعداده للمساهمة في إطلاق عملية سلام جديدة مع أنقرة.

بيان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب

في بيان أصدره الحزب اليوم (الأحد)، أشار إلى أن “إعادة تعزيز الأخوة التركية الكردية ليست مجرد مسؤولية تاريخية، بل ضرورة عاجلة لكل شعوب المنطقة”. الزيارة تأتي بعد أكثر من عشر سنوات من آخر لقاء مباشر مع أوجلان، وتشير إلى إمكانية بدء عملية سياسية جديدة تهدف إلى إيجاد حل سلمي للمشكلة الكردية، وإنهاء العمل المسلح.

تفاصيل اللقاء

التقى النائبان سري ثريا أوندر، نائب إسطنبول، وبروين بولدان، نائبة وان في شرق تركيا، أوجلان داخل سجنه في جزيرة إيمرالي الواقعة في بحر مرمرة، وهي منطقة تخضع لإجراءات أمنية مشددة تشمل حظر الطيران والصيد حول الجزيرة.
النائبان سبق لهما لعب دور في مفاوضات السلام عام 2013، وقد تم نقلهما إلى الجزيرة برفقة حراس أمن عبر قارب من مرسى في إسطنبول.

موافقة وزارة العدل

صرّح وزير العدل التركي، يلماظ تونتش، أن الوزارة وافقت على طلب الزيارة الذي قدمه حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” منذ شهر، مشيراً إلى أن سوء الأحوال الجوية تسبب في تأخير إتمام الزيارة.

عملية سلام جديدة؟

اللقاء يأتي في وقت حساس حيث تواجه تركيا تحديات اقتصادية وسياسية. وقد يشير إلى عودة الجهود لإطلاق مفاوضات جديدة بين الحكومة التركية والأكراد، خاصة أن أوجلان أعرب عن رغبته في المساهمة بحل سياسي ينهي الصراع الذي أودى بحياة الآلاف على مدى عقود.

ردود الفعل السياسية

في الوقت ذاته، عقد حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، تجمعًا حاشدًا في العاصمة أنقرة، مطالبًا باستقالة الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد. هذه الدعوات تزيد من تعقيد المشهد السياسي في تركيا، حيث يسعى إردوغان إلى الحفاظ على توازنه السياسي وسط ضغوط داخلية وخارجية.

“هل تنجح المحاولة الجديدة؟”

بين آمال تحقيق السلام وشكوك المعارضة، تبقى الزيارة علامة فارقة في الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع الكردي في تركيا. هل ستكون هذه المبادرة بداية لمرحلة جديدة من السلام؟ أم أنها ستواجه التحديات ذاتها التي أجهضت محاولات سابقة؟ الوقت فقط سيكشف الإجابة.

المزيد من المواضيع