أوروبا توحد صفوفها في مؤتمر ميونيخ للأمن: رسائل حاسمة إلى ترامب بشأن السلام والتعاون الدولي

مؤتمر ميونخ للأمن. reuters

دال ميديا: في جلسة مشتركة لوزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا وبولندا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، أصدرت الدول الأوروبية رسالة موحدة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة على ضرورة تحقيق السلام العادل وتعزيز التعاون الدولي.

رادوسلاف سيكورسكي، وزير خارجية بولندا، وجه رسالة واضحة إلى ترامب قائلاً: “إذا أردت جائزة نوبل للسلام، عليك تحقيق السلام العادل”، فيما أضافت وزيرة خارجية ألمانيا: “أوروبا موحدة” في موقفها من القضايا الدولية.

من جانبه، أوضح وزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو، مخاطبًا ترامب: “أميركا تكون عظيمة عندما تلتزم بالسياسات الدولية”، لافتًا إلى أن “أميركا تكون عظيمة عندما تبحث عن السلام العادل”. بينما شدد وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، على أن ترامب “يعرف جيدًا كيف يحصل على الصفقة الممتازة”.

توتر في العلاقات الأمريكية-الأوروبية

على الرغم من هذه التصريحات الموحدة من قبل وزراء خارجية أوروبا، سادت التوترات في العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ففي وقت سابق، أعرب نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، عن قلقه بشأن “تراجع” حرية التعبير في أوروبا، حيث علق ساخراً على بعض المخاوف الأوروبية، مشيرًا إلى أن “الديمقراطية الأميركية يمكنها تحمل توبيخ غريتا ثونبرج لعشر سنوات، لذا من الممكن لأوروبا أن تتحمل إيلون ماسك لبضعة أشهر”.

في كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن، شن فانس هجومًا غير مسبوق على الدول الأوروبية، حيث قال: “بلدانكم تواجه أزمات كبيرة”، مُعربًا عن قلقه من “انسحاب أوروبا من القيم الأساسية لأميركا”. وأضاف أن التهديدات الأخطر على أميركا وأوروبا تأتي من الداخل، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقة بين الحليفين الرئيسيين في الغرب.

صدمة من مكالمة ترامب وبوتين

تزامن ذلك مع إعلان ترامب عن مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما أثار صدمة في أوروبا. فالدول الأوروبية تخشى أن تكون إقصاءً من جهود التوصل إلى تسوية في الأزمة الأوكرانية. ومع غياب التشاور مع الدول الأوروبية، تبدي هذه الأخيرة قلقها من أن يتم تجاهلها في حل الأزمة، خاصة إذا تم التوصل إلى تسوية على حساب أوكرانيا.

الخطوط الحمراء الأميركية واضحة: واشنطن تعتبر أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي أمر غير واقعي، وترفض أي انتشار عسكري أميركي ضمن تسوية سلمية في أوكرانيا. في المقابل، تدعو واشنطن الأوروبيين إلى تحمل العبء الأساسي في دعم أوكرانيا، مما يزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة الحساسة.

المزيد من المواضيع