ألمانيا على صفيح ساخن.. انتخابات حاسمة بين المحافظين وصعود اليمين المتطرف!

الانتخابات الألمانية. الصورة: AP

دال ميديا: تختتم الأحزاب الألمانية، اليوم السبت، حملاتها الانتخابية استعدادًا للانتخابات التشريعية المبكرة، التي يتوقع أن تشهد فوز المعارضة المحافظة بقيادة فريدريش ميرتس، في ظل تقدم ملحوظ لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. تأتي هذه الانتخابات في ظل توتر داخلي واستقطاب غير مسبوق، متأثرة بالأحداث الدولية، خصوصًا التطورات في أوكرانيا، والمواقف المثيرة للجدل للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب.

اضطرابات أمنية وظلال دولية على الانتخابات

شهدت ألمانيا سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار قلقًا واسعًا بين الناخبين. وآخر هذه الحوادث وقع مساء الجمعة، عندما تعرض رجل إسباني للطعن بالقرب من النصب التذكاري للهولوكوست في برلين، في هجوم أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، بينما ألقت الشرطة القبض على شاب سوري يشتبه في تورطه.

في الوقت ذاته، أصبحت السياسة الألمانية هدفًا للتدخلات الخارجية، حيث اتُهمت واشنطن بالتأثير على مجريات الانتخابات، وسط حملات تضليل إعلامي روسية تهدف إلى زعزعة الاستقرار. كما ظهر دعم واضح من شخصيات بارزة في الإدارة الأمريكية، مثل نائب الرئيس جاي دي فانس والملياردير إيلون ماسك، لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، ما ساهم في تعزيز مكانته السياسية.

المحافظون في الصدارة.. لكن تشكيل الحكومة لا يزال تحديًا

تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، بقيادة فريدريش ميرتس، يتصدر نوايا التصويت بنسبة 30%، مما يمنحه فرصة قوية لتولي منصب المستشار خلفًا لأولاف شولتس. لكن التحدي الحقيقي يكمن في تشكيل حكومة ائتلافية مستقرة، حيث لن يتمكن من الحكم منفردًا وسيتعين عليه التحالف مع أحد الأحزاب الكبرى.

ورغم الشكوك التي أُثيرت حول إمكانية تعاونه مع حزب البديل من أجل ألمانيا، أكد ميرتس أن الفوارق السياسية بينهما كبيرة جدًا، خصوصًا في قضايا السياسة الاقتصادية والهجرة، مستبعدًا أي تحالف مع هذا الحزب اليميني المتطرف.

على الجانب الآخر، يتوقع أن يحصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 20% من الأصوات، وهو ضعف ما حصل عليه في الانتخابات السابقة، مما يجعله قوة مؤثرة في المشهد السياسي الجديد. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار الحالي أولاف شولتس، فيواجه تراجعًا تاريخيًا، حيث تتوقع استطلاعات الرأي حصوله على 15% فقط، مما يجعله في المرتبة الثالثة، وهي نتيجة قد تكون الأضعف في تاريخه الحديث.

هل يستعيد ميرتس زعامة ألمانيا في أوروبا؟

في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، والتوترات مع إدارة ترامب، يتعهد فريدريش ميرتس بإعادة ألمانيا إلى موقع القيادة في أوروبا. ويؤكد أن ألمانيا بحاجة إلى زعيم قادر على التعامل مع التحديات الجيوسياسية، في إشارة إلى ضعف أداء حكومة شولتس خلال السنوات الماضية.

ومع توقعات بأن المفاوضات لتشكيل الحكومة قد تستمر حتى نهاية أبريل، فإن مصير الحكومة المقبلة قد يعتمد على الأحزاب الصغيرةالتي ستتمكن من تجاوز نسبة الـ5% المطلوبة لدخول البرلمان، مما يزيد من تعقيد المفاوضات الائتلافية.

المزيد من المواضيع