دال ميديا: في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عزمه توسيع مركز احتجاز المهاجرين في قاعدة غوانتانامو العسكرية بكوبا ليشمل 30,000 شخص، وذلك في إطار استراتيجيته الصارمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية. الإعلان جاء بالتزامن مع توقيعه لقانون جديد، حيث أوضح أنه سيصدر مرسومًا رئاسيًا يوم الأربعاء لتوسيع نشاط المنشأة.
غوانتانامو.. من مركز احتجاز محدود إلى أكبر منشأة للمهاجرين
تضم قاعدة غوانتانامو العسكرية بالفعل منشأة صغيرة لاحتجاز المهاجرين، تُستخدم بشكل أساسي لإيواء الأفراد الذين يتم اعتراضهم أثناء محاولتهم العبور بحرًا من كوبا إلى فلوريدا. إلا أن الخطة الجديدة تهدف إلى تحويلها إلى مركز احتجاز ضخم، يمكن أن يستوعب أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم توقيفهم داخل الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تصريحاته:
“وزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلي ستتوليان تجهيز منشأة احتجاز قادرة على استقبال 30 ألف مهاجر في غوانتانامو. هذه خطوة كبيرة نحو تطبيق سياساتنا الصارمة ضد الهجرة غير الشرعية.”
سياسة الهجرة المشددة.. ووعود بترحيل الملايين
يأتي هذا القرار كجزء من وعود ترامب الانتخابية بترحيل الملايين من المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. ومن بين أكبر التحديات التي تواجه خطته، كان إيجاد أماكن لاحتجاز المهاجرين الموقوفين قبل ترحيلهم.
في هذا السياق، صرح ترامب بأن غوانتانامو ستستخدم بشكل أساسي لاحتجاز “أسوأ المجرمين” من بين المهاجرين غير الشرعيين، مضيفًا:
“هذه الخطوة ستضاعف قدرتنا الحالية فورًا. غوانتانامو مكان صعب للهروب منه، وهذا يأخذنا خطوة أخرى نحو القضاء التام على الجريمة التي يرتكبها المهاجرون غير الشرعيين.”
جدل متزايد حول استخدام غوانتانامو كمركز احتجاز للمهاجرين
تُعرف قاعدة غوانتانامو عالميًا بأنها تضم سجنًا سيئ السمعة، احتُجز فيه متهمون بالإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وقد أثارت المنشأة انتقادات واسعة بسبب الانتهاكات الحقوقية المزعومة وسوء المعاملة التي تعرض لها بعض المحتجزين.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن مركز احتجاز المهاجرين في غوانتانامو سبق أن تعرض لانتقادات بسبب ظروف الاحتجاز القاسية، حيث شملت الانتهاكات مراقبة مكالمات المحتجزين، وإجبارهم على ارتداء عصابات على أعينهم أثناء نقلهم داخل القاعدة العسكرية.
ماذا يعني هذا القرار؟
مع استعداد ترامب لتنفيذ خطته، يواجه هذا القرار معارضة قوية من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن المهاجرين، الذين يعتبرون استخدام غوانتانامو كمركز احتجاز سابقة خطيرة وانتهاكًا لحقوق المهاجرين. كما أن هذه الخطوة قد تزيد من التوترات السياسية داخل الولايات المتحدة، خاصة مع الجدل المستمر حول سياسات الهجرة في عهد ترامب.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأبرز: هل سيتحول غوانتانامو من منشأة لمعتقلي الإرهاب إلى أكبر مركز احتجاز للمهاجرين؟وما هي التبعات القانونية والإنسانية لمثل هذا القرار؟