بحضور عشرات الآلاف من مؤيديه و أتباعه، جرت في العاصمة اللبنانية بيروت مراسم تشييع ضخمة للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، وسط تدفق جماهيري غير مسبوق وإجراءات أمنية مشددة. الحدث الذي يُوصف بأنه واحد من أكبر التجمعات الشعبية والرسمية في تاريخ لبنان يشهد حضور وفود من 79 دولة، إلى جانب عشرات الآلاف من المؤيدين الذين توافدوا من الداخل والخارج للمشاركة في هذا التشييع.
حشود ضخمة ووفود رسمية دولية تتوافد على بيروت
مع بدء المراسم، أمتلئت ساحة المدينة الرياضية في بيروت بالآلاف من المشاركين، بينما تشهد مداخل العاصمة زحامًا غير مسبوقًا بسبب التدفق الجماهيري الهائل. وبحسب تقرير نشره راديو السويد، فقد وصل حتى مساء الجمعة أكثر من 35 ألف شخص من خارج لبنان، حيث تصدّر العراق قائمة الدول الأكثر إرسالًا للوفود، تليه تركيا، اليمن، وإيران.
شخصيات دولية بارزة في قلب الحدث
ويشهد التشييع حضور شخصيات دولية بارزة، من بينها:
- محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإيراني، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى من الحكومة الإيرانية.
- وفد رسمي عراقي وصل على متن طائرة رئاسية، يضم شخصيات سياسية بارزة وقادة فصائل مسلحة، وسط زخم إعلامي عراقي يغطي الحدث.
- وفد من جماعة الحوثي اليمنية برئاسة مفتي الديار اليمنية شمس الدين شرف الدين، ما يعكس البعد الإقليمي للحدث.
- وفود رسمية من الجزائر، تونس، وتركيا، مع انتشار مقاطع فيديو تظهر وصول مشاركين أتراك يرددون شعارات داعمة لحسن نصرالله فور وصولهم إلى مطار بيروت.
- وفد من عائلة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، من بينهم حفيده، تأكيدًا على البعد العالمي للمناسبة.
- تداول أنباء عن مشاركة أليدا تشي غيفارا، ابنة المناضل الأرجنتيني تشي غيفارا، دون تأكيد رسمي حتى الآن.
إجراءات أمنية غير مسبوقة في العاصمة اللبنانية
بالتزامن مع انطلاق مراسم التشييع، يشهد محيط المدينة الرياضية والطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي استنفارًا أمنيًا واسعًا، حيث أعلنت السلطات اللبنانية عن إغلاق بعض الطرقات الرئيسية وحظر وقوف السيارات في المناطق المحيطة.
ووفقًا لمصادر أمنية، فقد تم اتخاذ إجراءات استثنائية بسبب مخاوف أمنية تتعلق بإمكانية استهداف المراسم عبر طائرات مسيرة أو عمليات أمنية داخلية، في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله خلال الأشهر الماضية.
كما قررت السلطات إغلاق مطار بيروت الدولي مؤقتًا خلال فترة المراسم، فيما تم نشر وحدات عسكرية إضافية في مداخل بيروت الجنوبية ومحيط الضاحية الجنوبية لضمان أمن المشاركين.
تفاصيل المراسم لحظة بلحظة
تجري المراسم حاليًا داخل ساحة المدينة الرياضية في بيروت، حيث ألقى الأمين العام الحالي لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، كلمة تأبينية أمام الحشود، مشددًا على “استمرار مسيرة المقاومة رغم التحديات”، قبل أن يبدأ الحضور في أداء صلاة الجنازة على الجثمان.
وبعد انتهاء المراسم الرسمية، من المقرر أن يتحرك موكب النعش عبر مسار أمني خاص نحو طريق المطار، حيث سيتم نقل الجثمان إلى مكان الدفن المخصص له.
تداعيات سياسية مرتقبة بعد التشييع
يُنظر إلى التشييع على أنه محطة مفصلية في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي، حيث يعكس حجم المشاركة المحلية والدولية طبيعة الاستقطاب السياسي الذي يعيشه لبنان.
في ظل استمرار مراسم التشييع، تبقى الأسئلة مطروحة حول تأثير هذا الحدث على الوضع الأمني والسياسي في لبنان، وعما إذا كان سيؤدي إلى تصعيد أكبر مع إسرائيل، أو إلى إعادة ترتيب المشهد الداخلي للبلاد.
الأحداث مستمرة، والتداعيات لم تتضح بعد، لكن بيروت تعيش اليوم حدثًا تاريخيًا لن يمر دون أثر واضح في الأيام المقبلة.