أزمة دبلوماسية في أوروبا بعد استبعادها من محادثات أمريكية-روسية حول الحرب في أوكرانيا

Tobias Schwarz/AFP via Getty Images

دال ميديا: تسارعت التحركات الدبلوماسية في أوروبا بعد الإعلان عن بدء محادثات تقودها الولايات المتحدة مع روسيا بشأن الحرب الروسية ضد أوكرانيا، دون إشراك القادة الأوروبيين. وقد أثار هذا التطور قلق العواصم الأوروبية، مما دفعها إلى عقد اجتماعات أزمة لمناقشة تداعيات الأمر.

محادثات سرية في السعودية دون حضور أوروبا
أعلنت مصادر أمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، سيتوجه هذا الأسبوع إلى السعودية للقاء ممثلين عن روسيا وأوكرانيا في إطار محادثات سرية تهدف إلى التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب. وأفادت صحيفة بوليتيكو أن القادة الأوروبيين لم يتلقوا دعوة للمشاركة في هذه المفاوضات.

وسيرافق روبيو كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، بالإضافة إلى ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، والذي أصبح يلعب دورًا متزايدًا في الشأن الأوكراني. وفي خطوة لافتة، أجرى روبيو مكالمة هاتفية مساء السبت مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حيث أكد أن “الرئيس ترامب يسعى إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا”، وفقًا لما نقله المتحدث باسمه.

رد فعل أوروبي غاضب وتحركات سريعة
أثار هذا الاستبعاد استياء القادة الأوروبيين، مما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة لعقد قمة طارئة في باريس يوم الإثنين، وفقًا لما أعلنه وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، يوم السبت. وعلى الرغم من أن ماكرون لم يؤكد الاجتماع رسميًا بعد، إلا أن الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أبدى استعداده لحضور القمة.

وفي خطوة استباقية، دعت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وزراء خارجية الاتحاد إلى اجتماع طارئ مساء الأحد، وذلك على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني، بهدف بحث آخر التطورات الدبلوماسية والتنسيق مع الولايات المتحدة وأوكرانيا.

أوروبا ترفض تهميشها في ملف الأمن الإقليمي
أكد المسؤولون الأوروبيون أن أي اتفاق محتمل مع روسيا سيؤثر بشكل مباشر على أمن القارة، وأن تجاهلهم في هذه المحادثات أمر غير مقبول. وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمير ستينرغارد، في بيان لوكالة الأنباء السويدية TT:
“لا يمكن التفاوض على السلام بدون أوكرانيا، ولا يمكن التفاوض على أمننا بدون أوروبا.”

فيما شدد رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، على ضرورة تبني أوروبا موقفًا استراتيجيًا مستقلًا، محذرًا من أن القوى العالمية الأخرى ستقرر مستقبل أوروبا إن لم تتحرك بسرعة. وكتب في منشور على منصة X:
“أوروبا بحاجة إلى خطة عمل خاصة بها لضمان أمن أوكرانيا ومستقبلنا، وإلا فإن الآخرين سيتخذون القرارات بدلاً منا.”

ترامب وبوتين.. اتصال يزيد المخاوف
تزايدت المخاوف في أوروبا بعد الكشف عن محادثة هاتفية جرت يوم الأربعاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. حيث يُخشى أن تسعى واشنطن وموسكو إلى التوصل إلى اتفاق سلام دون مشاركة أوكرانيا وأوروبا، الأمر الذي قد يعيد رسم الخارطة الأمنية للمنطقة دون مراعاة المصالح الأوروبية.

ورداً على ذلك، أكد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أن على أوروبا تقديم “مقترحات قوية” إذا كانت ترغب في أن يكون لها دور في هذه المفاوضات. وأضاف بنبرة تحذيرية:
“إذا أراد الأوروبيون أن يُسمَع صوتهم، فعليهم أن يجعلوا أنفسهم أكثر أهمية.”


يبدو أن الأيام القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل أوكرانيا وأمن القارة الأوروبية. فبينما تمضي الولايات المتحدة وروسيا قدمًا في محادثاتهما، تسعى أوروبا إلى إيجاد دور لها في هذه العملية قبل أن تصبح مجرد متفرج على قرارات قد تحدد مصيرها لعقود قادمة.

المزيد من المواضيع